أستطيع القول أن قصائد احمد قرَّان الزهراني بما توافر لها من ملمح استثنائي في استخدام اللغة وفي التعامل مع جوهر القضايا وجوهر الأشياء يضعه ضمن أبرز شعراء الموجة الأحدث في قصيدة التفعيلة، هؤلاء الذين يواصلون إصرارهم على إعطاء القصيدة الجديدة تجلياتها العربية وجمالياتها الفنية الطالعة من موروث حضاري شديد الغنى والمفتوحة على ثقافات العالم. أ.د.عبدالعزيز المقالح
مع اقتراب ذكرى العام المائة على رحيل شاعر الجوف- رحمة الله عليه- (ت: 1336ه ١٩١٧م)، لقيت مبادرة أحفاد الشاعر الأديب الشيخ المر بن سالم بن سعيد الحضرمي "شاعر الجوف"، متمثلة في تنظيم الأمسية الثقافية "الذكرى المئوية لرحيل شاعر الجوف الشيخ المر بن سالم الحضرمي" تخليدا لذكراه وأحياء لعطائه الشعري والأدبي تجاوبا رائعا من مركز نزوى الثقافي، بالاشتراك مع مكتبة الإمام جابر بن زيد بفرق، ومكتبة الشيخ محسن بن زهران العبري بالحمراء، والتي تعد أول فعالية رسمية تقام لهذا الشاعر الكبير؛ لتسليط الضوء على مسيرته العامرة بالعطاء الفكري والثقافي، وبمكانته المرموقة في الوسط الاجتماعي والثقافي بتلك الحقبة الزمنية، فقد كانت الساحة الشعرية والأدبية فيها زاخرة بكوكبة كبيرة من الأدباء والشعراء والعلماء.
من خصائص الديوان: أولا) الأدب الملتزم: الذي تمتزج فيه الذاتية مع الموضوعية، ثانيا) النزعة الدينية: فالمعتقد الديني الواعي يساعد الإنسان علـى رؤية الـحياة بشكل أعـمـق، ثالثا) عمود الشعر: لم يخـرج الشاعر عن عمـود الشـعر التقليدي العربي لم يخرج عنه شـكـلا ولا مـضـمونا ولا أسـلوبا لـم يخـرج مـن حيث المعاني والأخيلة والصور والبعد عن التكلف والتعقيد والغموض. رابعا) شعر وجداني: الشعر هـنا نابع مـن الشعور الحق، لم يكتبه صاحبه للتكسب لم يكن شعر مجاملات ونفاق
و الشّعَر مجنون خصلات من ليل و سهر ريحْ و تْمرجح قصب درب لوز وْ درب تين ينسدل و الفل فتّـح ورا عروة صدر و الذهب تعرق طيوره قهر و تْغار عين صدْر مملي رْخام و شْفـايف تْولّع جمر خصْر يصرخ من تعب يطلب خْيوطهْ تِلين قافلةْ من عطْـر كلْمـا عبايتها تِمـر في طرفها نجوم وشموس واقمار تزين مرت وكل الدرايش تشاورها فخر مرت وكل السكيك امتلت بالعاشقين
مجموعة من القصائد والابتهالات الدينية، والتي بدأت كتابتها عندما بلغت التسعين من عمرها، وهي قصائد تمثل وتلخص حبها لله -سبحانه وتعالى. وأشواقها لنعيمه الخالد. كما أن الديوان يعبر كذلك عن تقبلها لتقلبات الحياة، وإدراك حقيقة أنها فانية وزائلة.