تقع مكتبتي في غرفة نومي. وهي عبارة عن عدد من الأرفف الطويلة العريضة التي تشغل الجانب الأيسر من الغرفة. مع مرور الأيام امتلأت الأرفف فزحفت الكتب إلى الأرضية المجاورة لها، ثم أخذت تحبو كالجعلان إلى أن تسلقت السّرير. ولا أرى هذا بالأمر السيئ إذا ما استذكرنا تشبيه احلام مستغانمي للكتب الجيدة بالنساء الجميلات. هذه نقطة. والنقطة الأخرى أن العشرات يقتحمون مكتبات أصدقائهم ويستعيرون —وأحيانا كثيرة يسرقون— ما تطاله أيديهم، لكن؛ مـن ذا الذي يجرؤ على اقتحام غرفة نوم المرء إلا خاصة الخاصة!
المخزون الفقهي يعتبر ينبوعاً مـعـرفيا متدفقا ومصدرا مهما يرفد التأريخ لعموم لمجتمعات الإسلامية، ويجد الباحث في هذا المخزون وثيقة حقيقية تمكنه من استكشاف جملة من الأوضاع والعلاقـات الـتاريخية، وي مقدمتها العلاقات المجتمعية وأنماط الحيـاة الـمعتمدة، وبات هذا المصدر بمخزونه الضخم بمثابة رأسمال معرف يساعدنا على فهم هذه التجربة على نحو يكاد يلامس الواقـع بعيدا عن الإضافة أو الحذف أو الاستبعاد التي يعرفها جيدا كل مشتغل بعلم التاريخ على وجه الخصوص. في هذا الكتاب تجد الباحثين تعمقا في قراءة المخزون الفقهي العماني لسبر أثر هذا الفقه 2 السلوك المجتمعي وكان تركيزهم على التسامح كنموذج مورس قديما وأبقى أثره حاضرا، ولم يغفلا عن ضرب أمثلة متعددة أخرى.
كان هناك شاب يعيش قرب البحر، وكان يحب طيور النورس. في كل يوم، وما إن تنجلي عتمة الفجر حتى ينهض في فراشه ويغادر منزله صوب شاطئ البحر ليلعب مع طيور النورس. مئات من طيور النورس كانت تأتي إليه. وتقترب منه. يلعب معها ولا تطير بعيدا. ذات يوم قال له والده:"سمعت أن طيور النورس تحب اللعب معك، امسك لي بعضا منها، وهكذا يمكن لي أن ألعب معها أيضا". في اليوم التالي، وعندما ذهب الشاب لشاطئ البحر، حلقت طيور النورس بعيدا في السماء، ولم يقترب منه طائر واحد.
فرضت شخصية الأستاذ عبدالله الطائي نفسها منذ بدايات شبابه الأول حيث اهتم بقول الشعر والتغني به وكذلك بالكتابة النثرية التيواصل نشر مقالاتها في الصحف حول موضوعات مختلفة إضافة إلى برامجه الإذاعية التي كان يبثها من خلال أثير الإذاعة في البحرينوالكويت وأبوظبي ومسقط وقد تجلت هذه الإبداعات العديدة في كتبه المطبوعة فيما بعد وهذه المحاولات المتواصلة منذ أن كان طالبا فيبغداد حتى وصل إلى ما وصل إليه، هي التي أعطته الشهرة والمكانة العالية التي نالها وجعلته شاعرا وكاتبا متميزا له الأستاذية والريادة.
"كيف تتعاملين معه ؟!". تصيخ الكاتبة سعاد الصوافية السمع للسؤال المحشو بعلامة استفهام واسع حد التعجب.. المرأة الكفيفة كيف تتعامل مع طفلها، وكيف تستجيب لمفردات حياته الطفولية؟.. هي الحكاية الواقعية يرويها "ملهم" في علاقته مع أمه التي لا تبصرها بعينيها، لكنها بعيون قلبها ترعاه. كتاب ملهم.. وحكاية من دفاتر حياتنا التي لا ننتبه لها.