(سلطان عمان سلطان قابوس، الله حياهم عمان واجد زين، شقيقة، شقيقة في القلب عمان وباكستان شقيق كبير وخير المسلمين سلام لأهل عمان سلام، همکو سلامات رکیه، همکو باکستان طرف عمان بوهوت سلام هیه)، کلمات نطق بها لسان رجل كبير في السن معبراً عما يختلج من مشاعر صادقة يكنها في قلبه، بعدما توقفنا على الطريق في مكان ما، وقبل أن نترجل من المركبة أقبل علينا، وهو يرحب بنا بطريقته الخاصة بعدما جادت قريحته بكلمات تأثرنا بها، وهو يصف ويعبر عن عشقه الخاص لغمان، مثمنين له تلك الكلمات التي قالها عن بلادنا وعن سلطاننا.
في يوم المرأة العمانية 17 أكتوبر، زينّا الصالة بالأعلام ونفخنا البالونات الحمراء والخضراء والبيضاء، وتقلدنا الأوشحة التي تحمل صور القائد، وجمعت المنتسبات مبلغا من المال لشراء كيكة فكتوريا سويت كبيرة، وبوفيه مرفّه مكون من ميجا بايت برجر وبعض السلطات والقبولي والهريس ومختلف الأطعمة الشعبية. جهزنا طلبية مدبرة من دارين تلك الشيف التي تصنع أشهى المأكولات والحلويات، وأظن بأن لها بزنس «دون سويت» الخاص بها، ويُدار من البيت. ذاك اليوم، ألغينا التمارين، أكلنا وشربنا ورقصنا، وأطلقنا النكات والطرائف؛ بعضهنّ ألقى شعرا مترهلا دون قافية من كلماتهن، وعبارات وطنية جياشة، غير منسقة؛ لكنّها تبث حماسا عاطفيا عجيبا. دخلت علينا سلمى، وهي المنتسبة للصالة منذ عدة أشهر، جلست في زاوية بعيدة ترفض الأكل، ثم انفجرت باكية وهي تقول: «طلّقني في يوم المرأة، ما احترمني ولا عبّر المناسبة».
عزيزي أسمر، كم هو مؤلم غيابك، يكاد الشوق يحرق مهجتي، وقد ذبلت ابتسامي، وجفت مآقي، وذوى عودي فأصبحت ناحلة لا أشبهني من قريب أو بعيد. يسألني من حولي عن ما أعاني وأشكو، فلا أجيد البوح، وأختلق الحكايات.
نقتسم السلام إذا كان وفيراً.. نقتسم الحب دون بدّ.. نسوي الأمر مع الحياة لتعطينا قلماً ذهبياً مشعاً من روحها، ونبقى نكتب، ونكتب ونملأ صفحات الأمد بأجمل القصائد والأشعار الربيعية.
ارتبطَ الإنسان العُماني بالبحر منذ فجر التّاريخ، فانعكسَ ذلك على مظاهر حياته اليوميّة، وظهرت تجلّيات هذا الانعكاس في الحركة الأدبيّة عمومًا، وبخاصة في المدوّنة الشّعرية؛ إذ تفاعلَ الشاعر العُماني مع بيئته، وتأثّر بها سواء أكان من أبناء البيئة الساحلية أم غيرها، وتبدّى هذا في شعره واقعيًّا ورمزيًّا بما يتناسب مع عصره، ووفقًا لأفكاره وتجاربه الشخصيّة. إنّ عالم البحر بمظهره ومخبره، وبأسراره وغموضه وإيحاءاته، مكَّن الشاعر العُماني من استحضاره واستلهامه واتّخاذه رمزًا والإحالة إليه، ويبدو هذا ماثلًا في عدد كبير من القصائد التي اعتمدت على البحر محورًا أساسيًّا أو فرعيًّا. ويتناول هذا الكتاب موضوعَ البحر من خلال دراسة الدواوين التي صدرت بين عامَي 1970 و2000؛ للتعرف على كيفيّة توظيف الشّعراء العُمانيين المعاصرين للبحر، ودلالة ذلك في تجاربهم الشعريّة على اختلافها وتنوّعها.