لكلام العظماء وقع خاص… روح تتغلغل في الروح… ليس فقط لجمال كلامهم وعمقه… بل أيضا لهالتهم وعظمتهم وشهرتهم… فكيف إذا كان هذا العظيم نبياً مرسلاً؟ بل هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد؟ مارس أعظم تجربة بشرية ناجحة… رصد كل معالم الحياة البشرية ووجهها توجيها واضحا… ثم قدم إثباتًا واقعيا على صدقية توجيهاه حين أخرج جيلا نورانيا فتح القلوب والآفاق… ليثبت للدنيا في كل عصورها نجاح التجربة وعمق الأثر… وتلك خصيصة ينفرد بها دون غيره من عظماء الدنيا… ومع ذلك فلكلامه إشراقة الأديب، وعمق الفيلسوف، ودراية الحكيم… وفي هذا الكتاب نحن على موعد للسفر في مملكة بيانه.. نحلق في سماوتها.. ونرشف من رحيق حدائقها… ونتذوق بعض ثمارها.. ودليلنا في سفرنا هذا الربيع بن حبيب الفراهيدي… فأهلا وسهلا في سفر النور ومملكة الحكمة وفراديس التنمية الذاتية…
انتهت كافة سرديات الخوف القديمة، وأصبح الإنسان نداً للقيود الاجتماعية والدينية، وأمسى النور شعلة أمام الظلام الدامس الذي خرجعلى مضض عبر ثقوب التاريخ، ليخلق بروميثيوس في قلب كل حر متعطش للحياة، واقفا ومعتداً بعقله في مواجة زيوس، الإله، الذي أبى أنيحمل بروميثيوس شعلة النور للإنسان، ليبصر وتنقشع سحابة الظلام، فتجرأ الإنسان وأعلن موت الإله وولادة إنسان حر . وأمسى سيزيفالآخر حراً، بلا صخرة عصية على الإنحدار والفتك به، حراً يلقن زيوس درساً في الاستمتاع بعقاب نضالي وصراع وكفاح يكمن في القمةوالمرتفعات تمكن سيزيف وبروميثيوس من التغلب على الإله زيوس، الأول بشجاعته، والآخر بمكره ودهائه.
يحاول المؤلف في هذه الدراسة أن يحفر بحثا عن آثار وبقايا كتاب «حانوت عطار، لابن شهيد أبي عامر أحمد بن عبدالملك بن أحمدالأشجعي الأندلسي، وهو كتاب ذو قيمة علمية عالية على ما يبدو، فما روي ونقل عنه من شموله على ذكر للأدباء وأشعارهم، ومناقشاته الأدبية، يجعلنا ندرجـه ضـمـن الموسوعات الأدبية النقدية. ولما كان من المتعذر الوصول إلى النص الكامل لـ «حانوت عطار» وبسبب ندرةالمادة العلمية عنه، رأى المؤلف أن يسمي دراسته «بخـور مـن حانوت عطار»، عله يضع لبنة في المكتبة الأدبية والنقدية مفتاحا لهذا الأثر، وأملا في أن يتناول الباحثون ما اهتدوا إليه منه بدراسات أعمق.
هذه المقالات كتبت في الأصل لتأثيث زاوية أسبوعية بصحيفة "العربي الجديد" اللندنية, ولأن الحياة "ركض حتى في السكون، وعواصف ورعـود لـكل مـن يطـل مـن أي نافذة على العالم"، كما يقول محمود الرحبي، فقد حاولت هذه المقالات أن تتصادى وتصغي لهذا الإيقاع في أضيق حدوده. ولا يخلو الأمر من تماسّ مع حميميّات وقراءات وشخوص ومواقف ما كان لبعضها أن يذكر لو لم تربطها علاقة بالكاتب. وهذه طبيعة عضوية في المقالات الحرة المفتوحة على رياح الحياة وتحوّلاتها.
هـا هـي أطراف اقدامه تحط على حذائه الزهيد، حتى استقرت فيه، وتعامـد الـنـور والظلام في عينيه، لم يلبث إلا وقد ادرك الرؤية بعد تثاقل النعاس على أهـداب عينيه، هـا هـو شرف الدين يقترب من جـرة الماء، ليزيـح بقايـا النعاس بقطرات الماء اللطيفة، يميناً شمالاً، تحركت اصابعه على تضاريس وجهـه، وهي تدفع بالماء مع كل حركة. وبعد برهة من الزمن، ساقت اقدامه جسده النحيل حتى توقفت بالقـرب مـن المائدة (طاولة خشبية عتيقة، تحيط بها أربعة مقاعـد مصنوعة من الخيزران).
لقد بتُ أشعر أن هناك سجون كثيرة في الحياة كسجن الحُب وسجن الإحتياج وسجن الوطن، سجنتني الحياة عندما أتيت حاملاً آمالاً كثيرة، لقد عملتُ بريال واحد فقط لأستطيع العيش، لم أكن يوماً مثالياً وخالياً من العثرات ولكنني أيضاً لم أكن خبيثاً وسارقاً كنتُ حالماً متفائلاً متقداً لم أود الانطفاء ولا أعرف سوى الانطلاق، لكنني الآن مكبل الأحلام ومسلوب الإرادة لا حول لي ولا قوة تلقيتُ طعنات كثيرة كانت أقساها رحاب.أُدرك تماماً أن هناك كثيرين كغسان وهناك آلاف القصص التي تشبهني لكنها لم اتُكتب! هنا "ظل الماء" قصتي التي كتبتها وأنا بين القضبان الحديدية مُحاط بالكثير من الألم والحزن ..