هذه الرواية تفك شيفرة التاريخ، من خلال الحكايا التي تحمل في عمقها رسائل مشفرة، فلولا الحكايات لما عرفنا التاريخ، وما التاريخ إلاحكاية تلو الحكاية، فلا يمكن قراءة التاريخ بدون تلك الحكايات والقصص. حكايات تنعي الأزمان الماضية، نعيا يخلد حكاياتهم، وتجعلك تقرأالتاريخ على نحو مختلف، فيتكشف لك المسار التطوري، ودوران عجلة التاريخ في أزمان تتناوب العبور بنا، ونتبادل في عبورها، لتفهم جوهرالتاريخ وحقيقته.
هذا الكتاب هو في الأصل دراسة علمية منهجية، مستلُ من رسالة دكتواره بعنوان (تطوير الذات نحو النجاح في الحياة وفق منهج القرآن الكريم لمعلمي التعليم العلم في سلطنة عُمان). تقدم الدراسة رؤية حقيقية للتنمية البشرية، وتطوير الذات نحو النجاح في الحياة، مستمدة معالمها، وأسسها، ومهاراتها من أنوار القرآن الساطعة الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) فصلا:42. تؤكد الدراسة أن كلمة (الفلاح) هي الأدق، والأشمل، لموضوع تطوير الذات والنجاح بالاستعانة بتقاسير القرآن الكريم. خلُصت الدراسة إلى خمسة مباديء أساسية لتطوير الذات، وبناء منهجية علمية واضحة، وميسرة، من خلال تصميم ستة مسارات للنجاح في ضوء آيات الفلاح في القرآن الكريم. انطلقت من تلك المسارات ثلاث خطوات رئيسة لتطوير الذات هي: تزكية الذات، الاستعداد والتعلم، العمل والثبات. وقد تضمنت كل خطوة جملة من القواعد العملية لتطوير الذات. هذا الكتّاب إلى كل طامح لتطوير ذاته، لأجلك أزهر هذا العمل وأينع؛ ليؤتي ثماره منهجاً علميا تطوّر به ذاتك وتحقق به- بإذن الله- أسمى أهداف النجاح في الدنيا. والفوز بأعلى الدرجات في الآخرة.
تتمحور موضوعات هذا الكتاب حول محور حور يُعدّ إشكالية من الإشكاليات الوجودية الكبرى التي شغلت – وما تزال – فكر هذا الإنسان مذ وُجِد على وجه هذه البسيطة، فمن أين يأتيه رزقه؟ ومن الذي ييسّره له ويسبّبه لأجله؟ وكيف يزيد هذا الرزق وكيف ينقص؟ إلى غير ذلك من أسئلة كثيرة لا نهاية لها تخامر فكر الإنسان، وتدور بأجمعها حول «إشكالية الرزق».
يحكي هذا الكتاب تجربة طفل في العاشرة من عمره، انتقل مع والده رحمه الله وعائلته الصغيرة إلى سلطنة عمان، فقد أوفد أبوه من المملكة العربية السعودية قبل أربعين عاما؛ ليعمل معلما في المدارس العمانية، ضمن دعم الأشقاء في المجالات التعليمية والتربوية، وقد كانت تجربة ثرية مليئة بالمواقف والذكريات في ذلك الزمن الجميل، كما صورت جانبا من حياة الناس وعلاقاتهم الاجتماعية في المملكة وعمان آنذاك، ورسمت لوحة لمسيرة التعليم في مدينته العمانية "بركاء"، التي أمضى فيها هذا الطفل بعض سني عمره. لقد حاول هذا الكتاب أيضا أن يبرز دور المعلمين السعوديين في تعليم الأشقاء، ويعطي لمحة عن حياتهم الاجتماعية ومعيشتهم هناك وبعض الصعوبات التي واجهوها، وكيف تغلبوا عليها، كما حرص الكاتب أن يمزج ذكريات تجربته في عمان ببعض ذكريات طفولته، المتزامنة مع تلك التجربة الجميلة.
هذه المذكرات قِوَامُها أحداث وذكريات، رحلة تنطلق مِنْ سَفَرٍ مُرَادُه الاستكشاف، كالمراد من جميع الرحلات التي قادت كتابًا أو عشاقَ مغامراتٍ إلى فضاءات متداخلة لا يمكن الفصل بينها في الوعي والتعبير، كالبحث والتعرية والتبيين والإظهار... وقولك أَسْتَكْشِفُ مَعْنَاه أنّك تبحثُ وتفتّش عن نفسك أيضا. لا يصل القارئ، من خلال هذه المذكرات، إلى (الصين) التي زارها مؤلفها محمود عبد الغني، لأن الوصول إليها أمر متاح متى ما انتواه الشخص وهيأ له الأسباب، بل يصل، وهو الأهم، إلى المعرفة التي لا يمكن أن تَتِمّ إلا من خلال العلم بالشيء، والتي تتحصَّل على مستويين: العارف بها، كاتبنا، لأنه أدركها بحس من حواسه، وطلبها فاستوعب معانيها واختزنها ثم سكبها في قالبها هذا، والمُتَعَرِّف عليها (قارئنا) بوصفه الاسم الذي وقع عليه الفعل، أو تحصّلت لديه المعرفة منه (الفعل).
إن العلم بالمعنى الغربي الحديث science يُعنى بدراسة الظواهر الطبيعية وفهمها وإختبار فرضيات عن هذه الظواهر (إما بالملاحظة وإما بالتجربة). وهو على الرغم من هذا ينطلق من فرضيات فلسفية خارج نطاق الإثبات التجريبي، لعل أهمّها الإفتراض الأول بأن هذا العالم حقيقي وليس وهماً، أي أن له وجود حقيقياً خارج الذهن. والفلسفة هي استخدم العقل، أكرّر الفلسفة هي إستخدام العقل لبحث مسائل تتعلّق بطبيعة الوجود (الميتافيزيقيا)، أو أساليب التفكير (المنطق)، أو حدود المعرفة (نظرية المعرفة)، أو المعاني (فلسفة اللغة)، أو الإلتزام الأخلاقي (علم الأخلاق)، أو طبيعة الجمال أو طريقة عمل فروع المعرفة (فلسفة العلم، فلسفة التاريخ… إلخ). لذا، فالملاحدة المتعصّبون عندما يهاجمون كل المعتقدات الدينية بذريعة علمية، فإنهم يعطون العلم مجالاً يتعدّى مجاله، أي يتجاوزون حدّ الإختبار بالملاحظة أو التجربة إلى ما وراء الطبيعة، وهو مجال خارج نطاق الإثبات التجريبي، لذا، فإن الإعتراضات الرئيسية للملاحدة الجدد طبيعتها فلسفية وليست علمية بالمعنى الغربي الحديث.