أنتم ومن هم على هذه الأرض الطيبة من أبنائكم فقط من تصنعون الوطن وأمجاده، بحاضره ومستقبله، ساعين لبقاء هذه الأرض عزيزة طيبة لا تنبت إلا طيبا، لذا لا بد على الجميع هنا إتقان بناء عمان والابتعاد عن كل ما يعكر صفو العيش الكريم للوطن والمواطنين الأعزاء، فعمان تستحق منا جميعا الكثير من الإخلاص والوفاء لسلطانها ومؤسساتها وقلاعها وأفلاجاها وشواطئها وبحرها وشجرها وهوائها ومائها، بل ولكل حبة رمل من تراب أرضها الطيب المبارك.
إنَّ موضوع السوشيال ميديا أصبح وأمسى من أهم الأدوات المطروحة في متناول الجميع، وهو سلاح ذو حدين؛ إما أن يحسن استخدامه وإما أن يُساء به للمجتمع، وما نراه اليوم على الساحة المجتمعية هو استخدام السوشيال ميديا من قبل البعض بشكل سلبي لا يليق بعاداتنا وتقاليدنا الدينية والاجتماعية التي تربينا عليها، فأصبح وأمسى بعض مشاهير السوشيال ميديا لا يُراعون في طرحهم ما يهُم المجتمع وأفراده؛ وبالتالي فإنَّ المتضرِّر من تصرفاتهم التافهة بقصد الترفيه والدعاية والترويج هم الأطفال والمراهقون، بل وحتى البالغين في كثير من الأحيان.
إن البحوث التي يضمها هذا الكتاب، تتناول بشيء من التفصيل والتمحيص تاريخ المكان والإنسان، في المدينتين العريقتين؛ والعوامل الحضارية المشتركة والممتدة التي جمعتهما مدينتي صُور؛ حاضرة الفينيقيين أو الكنعانيين، يجمع المدينتين الامتداد الحضاري المشترك والعوامل الناتجة والمساهمة في ذلك الترسيخ الزمني. صور التي جمعت؛ البحر والجمال والفن وبسالة سكانها ضد الطامعين، على مسار التاريخ؛ جمعتنا من جديد بدلالة إنسانية وثقافية نتمنى أن تستمر وتبعث كما بعثت أسطورة طائر الفينيق من الأرض، لذا تيمنا بذلك الطائر الأسطوري الذي أكثر من ارتبط باسمه هم الفينيقيون؛ ذلك الطائر التي تحيل أسطورته ومعانيها؛ على حث الإنسان على التقدم والنهوض والخروج من رماد الحريق والعثرات التي تمر ومرت بالحضارات الإنسانية المختلفة.
حاولت في هذا العمل البحث في خطابات السلطان عن العبارات الفارقة الكثيفة المعاني والمكتنزة بالدلالات التي تمثل خارطة طريق، ومنهج عمل، ومبدأ حياة، وحكما خالدة. ثم قمت بفرز تلك المقولات، وتصنيفها في عناوين، لكي يسهل للقراء والباحثين اكتشاف المبادئ والأسس الفكرية التي أقام عليها السلطان قابوس النهضة العمانية الحديثة.
قيمة الرّحمة قيمة ماهيّة مضافة، ارتباطها لاهوتيّا تجسّد للمثل الأعلى في ماهيّة الوجود ذاته على أسس الرّحمة، والإنسان جزء من هذا الوجود لا ينفصل عن التّماهي مع قيمه وسننه، فارتباط الرّحمة معه تماهي مع وجوديّته مع هذا الكون والوجود ذاته، وهذه الرّؤية الوجوديّة نفهم بها كيف نقرأ التّأريخ من جهة، والأحكام الإجرائيّة بما فيها أحكام الشّرائع في الأديان من جهة ثانية، فلا يمكن قراءة الاثنين بعيدا عن القيم الماهيّة، وإن ارتبطت بالهويّات فهو ارتباط إجرائيّ ظرفيّ لتنظيم الحياة في ظرفيّة ما، إلا أنّ هذا التّنظيم يتغير إجرائيّا في صور مختلفة وتبقى الرّوح واحدة بين البشر جميعا.
قلة هم الذين شغلتهم أنفسهم بإرم، إرم المدينة، إرم الجنة، إرم الزهو والتعالي، لكن إرم التي فقدت في عنفوان مجدها، بقيت لغزا وسراً عصياً. في هذا العمل تتجسد إرم في الأحلام، الأنثى التي تخرج من بين رائحة القهوة وأمطار الشتاء، تخلق في جموح أحلامها عبد الله البشري الوحيد الموعود بجنة إرم تمنح إرم لعبد الله احلامها، جنونها، استثنائيتها، بهاء عالمها، الجنة التي تكونها... وبين إرم المدينة وإرم الأنثى يتضح أن لكل منا القدرة على خلق إرمه (جنته)، كما أن لديه القدرة على تضيعها!... ليبقى سر إرم ليس في عظمتها أو جموح الخيال الذي صنعها بل في تأرجحها الدائم بين لذة اللقاء وحسرة الفقد، بين إحتفالية الوجود وفجيعة العدم فاطمة حمدان الحجري. زوينة سالم