جاءت فكرة هذا الكتاب ليكون أحد روافد رصد التراث الثقافي العُماني، وثمرة تعاون علمي ثقافي بين الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء، ومركز الدراسات العُمانية بجامعة السلطان قابوس؛ من خلال عقد ندوة مشتركة تُعنى بالرسوم والنقوش والكتابات الصخرية بتاريخ 30 مارس 2022م. وذلك؛ بالتركيز على نماذج من النقوش والرسومات الأثرية التي تتوزع على مناطق مختلفة من الجغرافيا العُمانية تمثل حلقة الوصل بين الماضي والحاضر والمستقبل؛ بل وتساعد على فهم كيفية تعايش الإنسان العُماني مع بيئته بفكر متوقد من ناحية، وكيف ينبغي على الأجيال الحالية والمستقبلية التعامل مع هذه الكنوز التاريخية.
وصل العمانيون بمتاجرتهم إلى أقصى شمال الصين، إلى مدينة قانصوا وبلاد الشيلا التي يعتقد أنها بلاد كوريا ووصلوا إلى بلاد الواق واق في أقصى الشرق والتي يعتقد أنها اليابان، إذ قاموا بمعظم النشاط التجاري مع بلاد الشرق في فترات تاريخية طويلة منذ العصور القديمة إلى العصور الحديثة، فكانت رحلات التجار العرب من العمانيين وجنوب الجزيرة العربية وغيرهم إلى الصين عبر طريق الحرير البحري (طريق اللبان) منذ آلاف السنين، وقد ازدادت تلك الرحلات البحرية العمانية نشاطًا في العصور الإسلامية الأولى.
يستعرض الكتاب مقالات أربعة كتاب عمانيين في مجلة „صوت البحرين” الشهرية التي صدرت في الأعوام 1951 - 1954، ويُسلّط الضوء على مضامينها في مجالات الفكر والأدب والنقد الأدبي وأدب الرحلات؛ ليظهر ما كان عليه هؤلاء الكتابُ مِنْ وعي متقدّم وثقافة متنوعة. والكُتّابُ هم: عبد الله الطّائي، محمد أمين عبد الله، أحمد محمد الجمالي، وحسين حيدر درويش.
بقي الشيخ علي بن سالم بن ناصر الحباسي الحجري رمزا في عين الأجيال اللاحقة لذلك الجيل الأخير من المثقفين والعلماء التقليديين الذين نهلوا من يد مشايخهم ومن مظان الكتب مباشرة، وكان من قوة شغفه بالمعرفة واخلاصه الصادق لها أن جعل الكتب جزءا لا يتجزأ من حياته.