بالغ بأحلامك، ولكن لا تتسرع فتخسر أكثر مما تتوقع، بالغ ولكن اجعل خطاك على مهل، فعندما تنجح بالخطوة الأولى، وسعها إلى خطوة أكبر وأوسع، كل ذلك سيمضي على وتيرة منتظمة تأخذك إلى الطريق الذي تتمنى. عانق أحلامك كما تعانق الأشياء التي تحب، فعناق الأحلام حياة. لا تبحث عن نفسك في حياة الآخرين، أنت لم تخلق لتشبه أحدا أبدا، تفرد بذاتك، كن لها كل ما تحب، دون أن تنتظر من أحدهم ملئها بشيء منه، لأنك بكل الأحوال لا تشبه أحدا وخلقت مميزا، بغض النظر عن نقص تظن بأنك تشعر به.
أشعر بالأسف على نفسي، أشعر أني قد أخفقت و هذا شعور مريع. قلبي الذي بين أضلعي أشعر به يتصدع .. أنا لست على ما يرام يا صديقي، ثمة انفجار حدث جعلني أهوى بقاع موجع يضيق علي و لا يتسع .. ما الذي أجرمته في حق نفسي؟ من أين أستطيع أن أشتري صبرًا يتحملني ! قلبي كجسدي متعب ..
سكن لهيب شمس النهار، وذهبت لترقد، بدأت تظلم، وأنارت مصابيح السيارات الطريق، وباتت عيون القطط متقدةً باللمعان، فكأنها ليلة عرس قد تزينت بها، وأنا أتذوق متعة القيادة دون رفيق؛ فللسفر بحال كهذا طعم خاص. أسبح في خيالات الذكريات، وأرصفة الماضي تارة، والحاضر المثير تارة أخرى. هي لحظة اتفق فيها القلب والعقل، واستقر الإلهام العابر ليتسلل إلى أناملي، فكانت تالين.
يأتي هذا الكتاب الذي احتوى على عدد من المقالات في مسار التاريخ بوصفه حكاية بلا حدود، حيث إن كتابة التاريخ ومنهجيته تثير تساؤلات تحتاج إلى أجوبة، ولربما طرح المزيد من التساؤلات، ويترك الأمر للقارئ للتأمل فيها، أو الإجابة عنها، أو البحث والاستقصاء لمزيد من المعرفة. تجدر الإشارة أن الأسئلة والأفكار التي يثيرها المؤلف هنا، هي نتاج اشتغاله بالتاريخ ـ باعتباره علم الماضي ـ وتشي بمدى قلقه ورغبته في الوصول إلى نتائج ذات قيمة معرفية تنويرية، تضيف للدراسات التاريخية فهما معمقا، ولقرّاء التاريخ تشويقا يساعد في الوصول إلى معلومات تلامس الواقع وتقربه من الحقيقة التي نتوخاها جميعا، لتصبح في حاضرنا منارا ولمستقبلنا مسارا يقودنا إلى محاولة تقليص التناقضات، ويقلل من الشطح في تعظيم الإنجازات التاريخية لتكون وفق المتاح من الإمكانات والقدرات للأفراد والمجتمعات.