هذه الدراسة لم تكتف بسبر أغوار إنتاج الحقل المعرفي الإباضي بمختلف مدارسه، بل حاولت البناء والتأصيل والتقعيد على أفضل وأجود ما وجد فيها، فدورنا لا يقتصر على مجرد العرض للمادة الخام، بل حاولنا البناء والتقعيد، فمع اعتزازنا بتراثنا الفقهي لا يمنعنا ذلك من غربلته وتطويره وتجديده، فبالإمكان أحسن مما كان، والأفكار والممارسات تحتاج إلى التطوير باستمرار حتى تتمكن من أداء دورها الفعّال في حركة الحياة.
يندرج هذا الكتاب في دائرة التوثيق والتأصيل، وهما مبحثان أصيلان في البحث العلمي يقعان في صلبه وصميمه، ولقد جبلت عليهما الثقافة العربية منذ العصور الأولى المتقدمة فيما عرف ب «المدونات» و «الكواشف» وقدمت نماذج منها لمساعدة الباحثين والمهتمين في ما يرنون إليه من تحليل معمق ووقوف على الظواهر والاتجاهات؛ بغية نقدها ومقاربتها وتقديمها منهجيا وفق آلية التأثير والتأثر التي نظر لها كثير من الأدبيات الاجتماعية والأدبية. وكان هم معده إخراج نتاج هاتين الشخصيتين بغض النظر عن مستوى خطابهما وعلاقته بالسياقات الزمنية المعيشة، بعد أن ظل غارقا في أتون التغييب ينال منه الزمان بالنسيان والتجاهل.
Since her conversion to Islam in 2002 Mathilde Loujayne has crossed paths with women from all walks of life on a common spiritual journey to discover Islam from a feminine perspective. Fuelled by a desire to find the right words to explain to her mother her choice to embrace Islam, this guide was born. Through Mathilde Loujayne's personal experiences - grief, high school, moving abroad, work, marriage, and motherhood - she addressses women's common concerns as they take the big, little steps towards finding a balanced lifestyle and a glowing heart in Islam.
وقد شاد الماضون من المسلمين في عمان مظاهر تاريخية حق لها أن تدون لتكون رصيدا من أرصدة ثروة الأمم، ومسيرة عطاء للبشرية، وكان حريا للمهتمين بعلم التاريخ أن يعتنوا بتدوين تاريخ قرى وحوزات الأطراف، فما دون كان يتمحور في العواصم والمدن الكبرى وهو مع ذلك قليل، بينها لم يدون من تاريخ الأطراف إلا النزر اليسير، ولذلك كان اهتمامي بتدوين ما عبر من تاريخ الحوزة التي عشت فيها ومن ضمنها بلدة القابل منذ تأسيسها وحتى عتبات عصرنا هذا، وحق لبلدة القابل أن يدون تاريخها لما قامت به من دور سياسي وعلمي في التاريخ الإسلامي العماني المعاصر.
تُعدُّ سلطنة عُمان من أبرز دول شبه الجزيرة العربية تاريخياً، ومع هذا فهي أكثر دول المنطقة غموضاً ويعد تاريخها من أكثر تواريخ المنطقة تداخلاً وأصعبها فهماً، وهو غامض كغموض البلد نفسها، وصعب كصعوبة تضاريسها بسبب موقعها المتميز وتداخل القبائل وتنوع المذاهب والتنافس الاستعماري. ومن هنا تظهر أهمية هذا الكتاب الذي يسعى لدراسة العلاقة بين نظامين متصارعين على الحكم إبان الفترة من 1868-1913م: نظام السلطنة الذي يدعو إلى عدم الأخذ بالشرعية في كافة نواحي الدولة بل فيما يتناسب ورغبات حكامها، ونظام الإمامة الذي يدعو إلى تطبيق الشريعة في كافة نواحي الحياة وفق المذهب الإباضي، لذا لم يحظ بتأييد الكثير من العُمانيين لتستره بالمذهبية فأبعدته عن هدفه الأساسي وهو إصلاح الدولة وتحولت الإمامة إلى محاولة للتخلص من الآخر وتهميشه.