يقدم الكتاب رؤية تكاملية، في الجانب التأملي والنظري ويشمل بحث التسامح الفقهي في السلطنة عمان، وبحث الثقافة العربية والحراك المجتمع، مع التركيز على الجوانب المشتركة، وسبل تحقيق النهضة التعايشية، وسيقدم الكتاب مذكرات لتحقيق التعايش ومعرفة الأخر، مع بعض المراجعات والتأملات.
“يمر العالم العربي خصوصًا والإسلامي عمومًا بحالة ازدواجية بين خطاب مثاليّ يسمعه، وواقع سيءٍ يعيشه، من هنا كانت العديد من الوقفات والمراجعات في داخل المنظومة الفكرية ذاتها؛ لأن إصلاح البيت من الداخل أولى من التلميع وإظهار الصورة المشرقة من الخارج، بينما الأول يعاني من علل لا بد أن نقف عندها أولًا. ومن هذه العلل علة التطرف والإرهاب التي حاول البعض جعلها لصيقة بالإسلام، بينما حاول تبرئة الأمم الأخرى منها ولو حدث عندهم أشد وأطغى مما يحدث بيننا، ومن داخل نصوصهم!! وفي القسم الأول الذي يعنى بماهية التطرف، قال: “التطرّف يعتبره العديد من الناقدين بأنه نسبي، فما تعتبره أنت تطرفًا قد يعتبره الآخرون وسطًا وحقًا مشروعًا، فيحدث التضارب في فهمه وإسقاطه.”
يعرض الباحث في هذا الكتاب رؤية متسقة مع دلالات الخطاب القرآني ومتطلبات العصر. فالرؤية التي ينطلق منها تضع معالم الممارسات الإصلاحية المنبثقة من الموروث في آفاق الإثارة الفكرية ذات الإطار الحضاري الاجتماعي لعلاج قضايا الدعوة والإصلاح فهي قراءة برؤية عصرية تحاول معالجة المغالطات في الممارسات الإصلاحية في العصر الحديث لتحقيق التقدم الفكري والإنجاز العملي الصناعة المستقبل وفق مواكبة الأزمنة والعصور.
إن هذا الكتاب ليس بحثا أو دراسة متخصصة تسعى إلى قراءة وتقييم مسيرة الشورى وصلاحياتها وأدائها وإنجازاتها خلال مرحلة من المراحل التاريخية، وإنما يتضمن ذكريات متناثرة ومتباعدة وغير مرتبة زمنيا أو موضوعيا؛ عن أحداث ومواقف ومحطات وشخصيات عايشتها خلال تلك الفترة وأثرت بشكل أو آخر في حياتي العملية أو في دور المؤسسة وما تركته من انطباعات ورؤى شخصية ومبادرات فكرية للإصلاح، قد تسهم في القراءة المتعمقة لماضي مسيرة الشورى وربما للإسهام في رسم صورة مستقبلها بمشيئة الله –تعالى.
سؤال مباغت وسريع طرحه أخ عزيز عن مدى استعدادي لمرافقته إلى جزيرة زنجبار، مع عدد من الزملاء، ورفع من مستوى الإثارة والرغبة الكامنة في زيارة هذه الجزيرة، التي أخذت حيزا واسعا في صفحات تاريخنا العماني، بدأ منذ قرون طويلة وما زال، وكانت في فترة من الفترات عاصمة للإمبراطورية العمانية، نشطت لحظتها الذاكرة فعرضت عشرات الصور والمشاهد والمواقف والقصص عن العلاقات العمانية الشرق أفريقية التي تواصلت على مدى تلك القرون من الزمن.. الخ. في فصل يتحدث عن العلاقة العمانية الشرق افريقية في كتب المؤرخين والباحثين، سلط المؤلف الضوء على مجموعة من الكتب التي تناولت هذا الجانب، من بينها كتاب "جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار" لسعيد بن علي المغيري، وكتاب "الهجرات العمانية إلى شرق افريقيا بين القرنين الأول والسابع الهجريين" لسعيد بن سالم النعماني، و"زنجبار تاريخها وشعبها" لوليام هارولد انغرامز، و"زنجبار شخصيات وأحداث (1828 - 1972)"، لناصر بن عبدالله الريامي، و"الصحافة العمانية المهاجرة: صحيفة الفلق وشخصياتها (الشيخ هاشل بن راشد المسكري.. نموذجا)" لمحسن الكندي، وأخيرا البرامج المتلفزة التي قدمها الإذاعي محمد المرجبي. وفي هذه الكتب مادة وفيرة تتحدث عن هذه العلاقات بين عمان وشرق افريقيا، وما نتج عنها من نصوص أدبية ومؤلفات ووثائق وخرجت شخصيات لعبت دورا كبيرا في بناء هذه العلاقة.
الجمعية العمانية للكتاب والأدباء هي إحدى مؤسسات المجتمع المدني العماني ولدت رسميا في ۸ أكتوبر 2006م بعد ثلاثة عقود متواصلة من العمل الثقافي المرتكز على إرث حضاري ثري ومتنوع، وهي تحاول اليوم الإسهام بفعالية في المشهد الأدبي والفكري في سلطنة عمان. هذا الكتاب الذي تنشره الجمعية بالتعاون مع المركز الثقافي العربي يتناول أهم التحديات التي تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق حرية التعبير كسلوك وممارسة في حياة الإنسان العماني. يضم هذا الكتاب أعمال الندوة التي نظمتها الجمعية في إبريل عام ۲۰۰۹ ، من أوراق رئيسية، ومداخلات، ونقاشات، وأخيرا توصیات، نأمل أن تسهم في إضاءة التحولات التي يمر بها المجتمع العماني.