نتاج أعمال الندوة التي أقامتها الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء بالتعاون مع مهرجان مسقط 2016م، ويقدمه للقارئ الكاتب عوض اللويهي وشارك في تقديم أوراق الندوة كل من المفكر اللبناني علي حرب والدكتور عبدالله بن خميس الكندي، والباحث خميس بن راشد العدوي والباحث خالد بن مبارك الوهيبي. تتنوع مقاربات كل باحث عن الآخر حيث يدرس علي حرب جدلية العلاقة فيما يتعدّى ثنائية المثقف أو السياسي: الجدل والتحول، في حين يتوجه الدكتور الكندي إلى المثقف والسلطة عبر وسيط إعلامي: جدلية المفاهيم والممارسات، ويتوقف العدوي عند موضوع المثقف والسلطة الدينية في الدولة، أما الوهيبي فيتتبع الجذور الثقافية المؤثرة في بناء الدولة الحديثة (نموذج سلطنة عُمان).
لم يبتهج يوما دفعة واحدة كانت كل حياته مقسطة حب مقسط فرحة مقسطة نسیان مقسط كل شيء مقسط تقريبا عدا فواجعه وانفتاق ذكرياته السيئة وحدها من كانت وفية لأن تأتيه كاملة دفعة واحدة
كانت «زمن» تحاول قضاء آخر ما تحتاج إليه للسفر, وكان قلبها يعجّ بفوضى المشاعر. هل تأتي حمولة الفرح زائدة عمّا نستطيع تحمّله؟ أم إن وقتها القصير يُرهق قوافل أرواحنا فنغدو مثل البدو الرحّل؟ نتنقّل من بلاد إلى بلاد.. بلاد تنبذنا وأخرى ترحّب بنا.. ها هو البلد الذي وُصف أنه موطن السلام يستعدّ لاستقبالها كما استقبل الكثير من الذين يبحثون عن الأمان, أو عن أوطان تلقي عليهم السلام, فهل ستجدُ ضالّتها من السلام الداخلي فيه؟
لقد كان لرواية «الفرقة الناجية» أثرها على الأمة، وظهر فيها العرض والداء اللذان يلخصان أزمة الأمة، ولذلك وجب على الأمة أن تدرس هذه الرواية من جميع جهاتها، وأن تخرج منها بملاحظات موضوعية تستفيد منها. يجب تجاوز التصنيف الحدي للرواية بأنها صحيحة أو موضوعة أو نحو ذلك، فهذا التصنيف الكلاسيكي هو مؤشر واحد من مؤشرات قياس الرواية؛ له وعليه، ويبقى العديد من المناهج العلمية التي يجب سلوكها في التعامل معها.
قريبا جدا سأصير يتيما، لن يترك أبي شيئا عدا حماره هذا، ونخيلا بعيدة في أرض بيت المال، سنعيش أنا وأمي وحيدين في بيت لا نملك له ملكيّة، ظل يحدثني أنه لن يترك شيئا عدانا، يقول أنتما ريحانتاي، أنا كنزه الوحيد، يريده عظيما قويا صلبا. لن أنساه، كان قد قال مرة: «أريدك كهذه الجبال»، أشّرت أصبع من يده اليمنى نحوها، كانت شامخة وقاسية، صلبة حمراء كدم الشهيد إذا جف على الأرض. «لا تنحن أبدا، حتى لو جاءك الموت افتح له قلبك، دعه يدخل مطمئنا ليوقف نبضاته، سترتد روحك إليه؛ لتنعشه في القبر، عش شامخا كهذه القمم التي جاورتنا الآن».