والحق أن هذا السفر المتميز الممتاز حاول أن يحيط بسيرة هذه الشخصية المهمة الفذة وأن يستقصي ملامحها وتراثها، وأن يبين شأنها ودورها ومكانتها كيفما أمكنه ذلك، فجاء سفرا نفيسا نادرا قيما تفتقر مكتبتنا العمانية إليه، ويسد فراغا في تاريخ عمان الحديث، وهو ينبئ عن جهد غير هين بذله كاتبه في جمع شوارده وملاحقة مصادره وترتيب أقسامه وأبوابه، ليخرج بهذه الصورة الشيقة المفيدة، ولهذا وجب علينا أن نوجه له التحية والشكر والثناء الجميل على هذه التحفة الثمينة التي أهداها لأبناء وطنه. لقد استطاع (الباحث) الوصول إلى معلومات جمة مثيرة ونادرة أسس عليها مؤلفه الضخم الفريد، وقد توفرت له هذه المعلومات من خلال مقابلات مطولة أجراها مع كثير من الأشخاص الذين كانوا على صلة حميمة بالشيخ من أبنائه وأقاربه، وكذلك مع أصدقائه ممن واتتهم فرصة التعرف إليه ولقائه والاجتماع به، أو من خلال وثائق مهمة اطلع عليها وهي كثيرة العدد متنوعة الأغراض والمقاصد، وأهمها أصول الرسائل التي أرسلت إلى الشيخ ونقول رسائل قام هو بارسالها، وفي تلك الرسائل- المرسلة والمتلقاة- فيض معلومات تميز كثير منها بالندرة والأهمية البالغة مما يجعلها ذات أثر في تاريخنا العماني المعاصر، ويمكن أن تلقي الأضواء على غوامض والتباسات أحاطت بعديد القضايا والحوادث، هذا إضافة إلى ما التقطه الباحث من بيانات وأخبار تتعلق بالشيخ الجليل وأدواره الحياتية المتنوعة والثرية، ومواقفه البينة الصلبة العنيدة في مواضع، والمرنة إن كان الحال يحتمل المرونة.
يُعنى هذا الكتاب بمهد الحضارة الكبرى والرائدة في المنطقة، وهي حضارة وادي الرافدين، فيبحث فيما استكشف من مدن قديمة في محورها الرئيسي وادي الفرات، من أعاليه في سورية إلى أواسطه في السهل الرسوبي جنوبي العراق. ومن ثم يستكشف هذا البحث ما وثق من شبه الجزيرة العربية في مدونات حضارة وادي الرافدين، وهي المدونات الأساسية في تغطية العصور التاريخية القديمة في المشرق العربي وما يجاوره من مناطق. وأفرد فصل خاص لعُمان حيث وثقت جوانب من حضارتها في مدونات حضارة وادي الرافدين فضلاً عن عمليات التنقيب الأثري.
هذا الديوان يستغرق زهاء خمسمائة صفحة، ويشتمل على مئات القصائد، وقد تناول فيه مختلف فنون الشعر، ففيه الشعر السياسي وفيه شعر يناجي فيه ربه ويصور صدق شعوره الديني، وفيه إلى ذلك شعر ذاتي يصور ما كان يخامره من خواطر وآمال وخوالج نفسية. ومما يدعو إلى الإعجاب أن السفير الشاعر كان حريصا على السير في درب شعرائنا القدامى، أمثال امرئ القيس والنابغة وجرير والفرزدق وأبي تمام والمتنبي وغيرهم، فلم يتنكر للنهج الخليلي في النظم، وإن كنت لا أنكر على الشعراء المحدثين سيرهم في دروب جديدة، فالتطور هو سنة الحياة، ولكنني لا أرضى عن كثير مما أقرأه من هذا الشعر الحديث الذي يفتقد مقومات الشعر الأصيل والموهبة الشعرية الحق. بقلم/ إحسان النص (نائب رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق).
دار عدة مرات حول النصب، الذي لم يكن قريباً جداً من الشاطئ، ثم وقف إلى جانبه موجها نظره باتجاه البحر، تخيل أحداث المجزرة منذ البداية وحتى النهاية، شاهد جدته وهي تفلق رأس البدوي بصرة الذهب، ثم كيف سقطت الصرة من يدها وغطست في الماء. ابتسم محركاً رأسه بحسرة، وهو يعاتب نفسه «تقصد سام أيها الأحمق روز ... آه یا روز» - هل تعرف أي شيء عن هذا النصب؟ يسأل سند الذي تسمر في مكانه يراقب باستغراب القلق الهائل المرتسم على وجه صاحبه، وكان للتو عرف أن لصاحبه علاقة بأحد الذين قتلوا ودفنوا تحت ذلك النصب. - كل ما أعرفه أنهم قتلوا على يد مجموعة من البدو، فقد سبق وأن أتيت إلى هنا أكثر من مرة برفقة من كانوا بالمعسكر من الإنجليز. - هل تعرف لماذا قتلوهم؟ - لا…
يعد التراث العماني المخطوط سجلاً للحضارة العمانية ومنجزها الفكري منذ قرون طويلة وحتى مرحلة التحديث التي شهدتها عمان خلال العقود الخمسة الأخيرة. وقد بقي التراث العماني المخطوط بمنأى عن الأوساط العلمية في البلاد العربية والإسلامية ردحا طويلا من الزمن، مع قلة ما أنجز من أبحاث ودراسات عمانية في تاريخ المخطوط العماني. ومن هنا تأتي هذه الدراسة المتمثلة في مسح مجموعات المخطوطات المحفوظة في بعض الخزائن العامة والخاصة، وكتب التراث العماني المطبوعة، واستخلاص ما أمكن رصده في موضوع تاريخ المخطوط العماني وتقاليد نساخته، والإفادة من الأبحاث والدراسات السابقة التي اقتربت من الموضوع أو اشتملت على شيء من مباحثه، والدراسات في علوم المخطوط العربي، وبعض المصادر التاريخية واللغوية، والدراسات الأثرية، والبحث الميداني الذي شمل رصد بعض المعلومات المتعلقة بالوراقة والنساخة ومعاينة وتصوير الشواهد المادية، ومقابلة بعض المختصين وذوي الدراية.
كتاب مهتم بشرح تفاصيل الورقة النقدية للهواة والمهتمين بهذا الجانب وكما هو معلوم فإن الأوراق الَّنقدية تحمل في ثناياها الكثير من الرموز والدلالات وهي بلا شك رسالة للأجيال القادمة عن حضارتهم كيف كانت . في هذا الكتاب اجتهد المُعد ليوضح الرموز والمأثورات المذكورة على جنبات الأوراق الَّنقدية العُمانية في الفترة ( ١٩٧٠ -٢٠٢١ م ) . بدأت مشوار إعداد الكتاب سنة ٢٠١٨ لكي يكون المرجع والفهرس لنا نحن هواة جمع العُملات ، بدأت برحلات البحث بين المحافظات للتأكد من المعلومات والبحث عن الصور للمعالم الظاهرة في الورقة النقدية. أما في فهرسة الكتاب فهي تبدأ بالفصل الأول بوصف الورقة النقدية ومما تُصنع . الفصل الثاني عن السلاطين الذين أمروا بإصدار أوراق النقد . الفصل الثالث المؤسسات الصادر عنها أوراق النقد . الفصل الرابع شركات طباعة أوراق النقد . الفصل الخامس الشخوص الذين وقّّعوا على أوراق النقد . الفصل السادس الرموز والمأثورات وينقسم لثمانية أبواب . الفصل السابع الإصدارات الورقية .