" كم هو حجم الأفكار المكبوتة لديك،تلك التي تشبه ذلك الفستان المحبوس،المنتظر تحريره برقصة ؟!! أفكارك.. التي تتبناها أو تنكرها بمحض إرادتك.. إلى أي مدى تتصور أنها لا تعدو أن تكون مجرد دمى بيد موجهات لها تعمل كمحركاتك صامتة بدون أن تدري؟ من ابرز الشخصيات الذين (تعير/تبيع) لهم عقلك بثمن بخس أوهام معدودة؟ هل جربت أن تتمرد على رأي جمعي ،ليكون لك رأيك الخاص علنا ؟ ما هي أبرز التداعيات(سلبية/ إيجابية)لأكثر فكرة قوية قمت بنبذها؟ "
في القراءة عزاء لنا عن كل هموم الحياة ومشاكلها، أقول هذا بعد تجربة طويلة مع القراءة تجاوزت ١٨ عاماً. كتاب (عزاءات القراءة) عبارة عن مقالات كتبتها أناقش في أغلبها بعض المواضيع المتعلقة بالقراءة والكتب والتي أرى أنها مهمة لتجعل قراءاتنا أكثر منهجية وإفادة وإمتاعاً.
تترنّحان على حروفِ القلقلة فتهزّانِ يميني ويساري وتُبعثرانِ ليلي ونهاري فتسيرانِ بي تارةً إلى المسجدِ في أوقاتٍ غير أوقاتِ الصّلاةِ وتارةً إلى صومعةٍ أغسلُ فيها وزرَ سيفٍ قارعتُ به في منامي الرّيحَ ورفقائي من الأعرافِ؛
يشكل العنوان "من أغاني الصياد" مفتاحاً للفكرة المتسلطة على النص عند محمود حمد لتكون هي وعناصر الطبيعة أقنعة الشاعر للولوج إلى عالمه الداخلي، والبوح باعتمالات النفس / الشاعرة، وقد تشكلت في النص بغنائية حزينة ترنّم بها صياد "لم يعرف شيئاً / أكثر من مزج الأيام / برائحة الجبل / الساكن في عينيه / يتوضأ بالليل / ويصنع شاي الحلم / على جمرِ (السمر) ويضحك / كي ينصف ليلته / من قلقٍ طيني / في مدنٍ تؤلمه ذكرى / حين يعود". وبقراءة هذا النص، وما يتبعه من نصوص، تتراءى للقارىء في ضوء آفاقها صورة شعرية لمساء ذلك الصياد الجالس في فضاء الطبيعة، وقد تهادت إلى روحه عبر أشذائها الفواحة روائح الطفولة، والأهل، والوطن؛ وتداعت إلى ذكرياته عبر أندائها العبقة ذكرياته الغائبة، وصورها المنبعثة من ذاك الزمان البعيد، بأيامه الآفلة، ولياليه الغاربة. "الآن مدّيني / بصبرك مرتين / طفولتي وروائح البرد / المُباغت في الحجارة / سدرة الماضينَ / أرواح القطا الآتي من / الصيف العنيد". هكذا يشارك الشاعر الصياد ذكرياته، مثلما يشارك الشعر الشاعر وجوده. يضم الكتاب (39) مقطعاً شعرياً جاءت في الكتاب بلا عناوين، وبصور متنوعة الدلالات، والإيحاءات، فكان محمود حمد خير من كتب وخير من أبدع.
اتجاه نقدي عربي يطابق التجربة الصوفية بتجارب الابداع الأوروبي الحديثة والدادائية والسريالية، وما أعتقده أن المطابقة بينها تحمل خطأ كبيرا في التقييم بسبب اختلاف الظروف الزمنية لنشأة كل من التجارب واختلاف أمكنتها، وما يجريه الباحث قريب مما نذهب إليه وهو الربط بين الشعر الصوفي في توجيه المثالي نحو الله، والشعر العذري حيث يتعلق المحب بمحبوبته تعلقا مثاليا ويتملكه شعور أخلاقي يعلي به غرائزه، محاولا مثلما كتب أستاذه عاطف جودة نصر: "إيجاد نوع من التوافق والتجانس بين ما يرغب فيه وما يخشاه في نفس الوقت".
ضجيج المرايا رحلة أدبية تطوف في طول البلاد وعرضها وهو السفر في الأسفار والصاحب الذي يقي من نیوب الحادثات وعضها مرايا ترى فيها لنفسك صورة فشد بها كفا وحل بأرضها"