النصوص التي أكتبها لم تعد ملجأ لفرط ما توسلت الهدوء، إنها تقاوم من أجل أن تستكين الضوضاء تسلب تضاريسها، تطمس عنوانها وعنفوانها. كنت واجمة بتناقضي وقناعتي أمام نعش هذا النص الذي ظننته مقبورا لأرضي ما تبقى من ضميري لأنني في الحقيقة بعث نصوصي للرياح واختلقت الأمر وذلك قد يحدث للكاتب حينما يتخلى عن نفسه، وعن أحلامه ،وبقايا رفاته !
هذا الكتاب عبارة عن ملخص لتجربتي بالسكنات الداخلية بداخل عمان وخارجها طوال 15 سنة من حياتي الدراسية, حيث كانت نصف هذه المرحلة بالداخل, في حين كان نصفها الأخر بالخارج مقسما بين دولة خليجية ودولة أجنبية, وذلك في مرحلة الدراسات العليا.
يتناول هذا الكتاب بالتحليل العميق بعض النماذج المسرحية المنتقاة من التاريخ العربي الإسلامي ، وذلك بغية دراستها ، وتحليلها ثم عقد مقارنة بين المـادة التاريخية التي استقى منها المبدع المسرحي موضوع وبين النص المسرحي المؤلف ، مما يتيح القارئ إكتشاف أهم ملامح العمل المسرحي ومدى تطابق أو اختلافه مع الواقعة التاريخية. ويتطرق إلى بعض النماذج التاريخية ، في محاولة التقدیم دراسة تحليلية نقدية ، عارضا أهم الإختلافات في الأحداث الواردة في النصوص المسرحية المنتقاة ، والأحداث الواردة في المادة التاريخية ، وكذلك مدى الاتفاق ، سواء كان في الموضوعات أو الشخصيات، وبذلك فأن الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو تقديم بعض النماذج المسرحية التي طرزتها أيادي المسرحي ين العرب ، وذلك في ثوب تاريخي باشراقات الحضارة العربية والإسلامية التي تفاوتت من مرحلة زمنية إلى أخرى . ولا يزال کتاب الدراما إلى عصرنا هذا، يجدون في المادة التاريخية مصدرا أساسيا ملهمة لهم ، وهو معين لا ينضب عبر العصور.
وحين رحل العابرون من حياتي؛ لم يتبقَ منهم سوى ذكرياتهم بداخلي، والتي سقتني كؤوسا من الألم، إلا أنني بِتُّ أرى نفسي بوضوح الآن من ناحية، وصرت أتعاطى مع الحياة بكل شجاعة من ناحية أخرى، وما إصداري هذا إلا ثمرة يانعة قطفتها من مجموع ذكرياتي...
نحن أمام كاتبة مسرحية قديمة متجددة، وجدناها في ستينيات القرن الماضي لدى كلٍّ من ألفريد فرج ويسري الجندي وسعد الله ونوس عربياً، وبيتر فايس عالمياً، وغيرهم من الأسماء، حيث الكتابة التسجيلية التوثيقية الدرامية الواعية. د.عزة القصابي لديها الوعي الدرامي، والقدرة التي تكفل لها الغوص في عمق الأزمة الفلسطينية مع الاحتلال الغاشم، تلك الأزمة القديمة المتجددة، فما زال الجرح ينزف، ومن خلال الظلم يعتلي القمة للأسف. لكن تبقى كلمات القصابي وجُملها المرنة داخل النصوص الثلاثة بمثابة وثائق إدانة للواقع العربي المتخاذل، قبل أن يكون وسيلة لإدانة الاحتلال الغاشم.
لم أعد أقوى على مقاومة النوم، فهو يغريني، إلا أنني ما إن احتضنه حتی يهرب مني بسرعة فائقة، ولم اهنأ يوما بغفوة مريحة، ومنذ أن بدأت أتحين الفرص المناسبة للانقضاض عليه أجده يتلاشى، كأنه سراب نومي، وكنت كثيرا ما أخرج من شقتي إلى الشارع المجاور، ممسكا بيد نومي ليجعلني أحلم. وما إن أحلم حتى أجد نفسي قد عبرت الطريق الطويل الذي لم انتبه يوما المسافته، كل المسافات تقصر، وأرجع بأحلام أيضا، ولم أنتبه أيضا بالمسافة التي عبرتها عند رجوعي. كلها قصيرة، وقصرها هذا يربكني، فأنا لا أستطيع تذكر ما يصادفني أثناء سيري، كل شيء يذهب بسرعة، والأحلام الكثيرة تتطاير من حولي..