مسقطك أيها المجنون المتسرد/المتشرد/المنفي. لا شـيء يوقظها، لا الـكلام، ولا غراب البنك المركـزي، ولا برج الصحوة، ولا كورنيش مطرح، ولا القراصنة، ولا القتلة، ولا الشهداء، ولا دوار الحاجـر، ولا حزن نادلة في مقهى على بحر عمان، ولا فرح شجرة في القرم يحط عليها طائر أعمى، ولا قلق بائع سمك في سوق السيب، ولا رائحة مدوخ بدوي في مواقف مستشفى خولـة، ولا نص يوميات حمار مسقط الحزين، ولا قصائد شاعر مجنون مدفونة في رمال بوشر. وحدها الحكاية التي يقودها الميت الأعمى تستطيع أن توقظ مسقطك أيها المجنون/المتسرد/المتشرد/المنفي.
في السادسة والنصف من هذا المساء لن يعبر غراب الربع الخالي فوق مبنى البنك المركزي في الحي التجاري بروي؛ لأنه لسنوات طويلة تلا وصاياه، وصرخ في وجه الكارثة، وقال للبلاد والعباد ما يقوله الشاعر للقصيدة، ما تقوله الرصاصة للقتيل، ما تقوله الشجرة لناي الصوفي، ما تهمس به الجبال للرعاة والجفاف، ولكن البلاد والعباد اتهموم بالجنون والحسد والخيانة.
الجميع يحلل ويحاول الفهم. فاقد الشيء لا يعطيه. وما اعتدته منذ صغري هو أنني أشعر لا أكثر. أشعر أكثر فأكثر حتى أكتشف الحياة التي أصبحتها اليوم. لماذا يبدو السجن أبسط مشاكلي الأن؟ كنت بحاجة لهذا الدفتر لأستطيع التفكير.
لكن المهندس علي أصبح يمشي بتؤدة يثير الغبار تحت قدميه.. يخوض هذا الغبار وحده ، يجاهد كي لا يختنق ، يحاول رفع أنفه لتكون فوق مستوى الغبار، يستنشق ويزفر بسرعة خاطفة كي يخزن بعض الهواء النقي في رئتيه.. يتحدث بصوت مسموع لأشخاص يراهم وحده، يصنعهم في الأثير المحيط به لكي ينفث مخزون الحديث الذي لا ينفد أبدا، محاولا نفض الغبار المتكدس في عالمه الخفي. - غبار يا خي.. في عقولكم غبار. نعم مات.. وهذا الذي يتدحرج أمامنا ما هو الا جسد استعمره الغبار، وأنا لا أريد أن أموت مثله.. لا أريد..
صدر للكاتب جمال بن مبارك النوفلي كتاب جديد في أدب الرحلات بعنوان (هيا نحضر عرسا في اليونان) عن دار الدراويش للنشر والترجمة في بلغاريا والتي تشارك لأول مرة في معرض مسقط الدولي للكتاب الذي انطلق في دورته الرابعة والعشرين الأربعاء الفائت.
"برهن من خلالها الباحث الشيخ عباس آل حميد على قدرته الذهنية وموسوعيته الثقافية في تأصيل المفاهيم الاسلامية، وإظهارها بأسس متينة محكمة، وبراعته الأدبية وذوقه المرهف في صياغة المنظومة الفكرية الدينية في بيان رائق سلس، يجمع بين المتانة والوضوح." العلامة، السيد / منير الخباز