مرة أخرى تظهر المرأة.. بيدها خطاب.. تبحث عن من يطلقه عبر الريح.. عن بحار مغامر.. الخطاب معنون باسم "حمد بن علي الحسني" مكتوب بداخله.. (ارجع مسكد كلها دروب). هل جربت يوما أن تحلم؟.. فرصتك يا عبيد. يقول رجل بحماس ظاهر لقد تحققت أمنية الرجل الذي قال.. نحتاج من يقلم مخالب البحر.. هيا يا عبيد.. لا شيء أكثر أمنا وحرية مثل الحلم. ثمة رغبة لا شك تسكنك لإعادة ترتيب الأشياء، ثمة صرخة مكبوتة في داخلك منذ ولادتك، قطرة ماء لترطيب صحراء جسدك، وثمة شيء ما سوف يحدث، هكذا تقول السماء.
ليست القهوة وحدها من يجعل هوملاند أيقونة، لیس کونه مقهى أيضا، وإن كان هذا جزءا حيويا من الحكاية، يحدث أن تصطف أمامك في مساحة ليست بالواسعة عشرات المقاهي التي بذلت كل ما في وسعها لإقناعك بالتوقف فيها، ولو لدقائق معدودة: کراس وثيرة، وقهوة أثيرة، وندل مضمخون بالأناقة واللياقة، لكنك تبحث عن شيء آخر، عن أغنية وردة متفتحة، وضجيج أشياء صامتة، عن الحياة التي هي في مقهى آخر؛ إلى أن تعثر عليه أخيرا، وبعد لأي. من آلاف الساعات التي تضيع من حياتك هدرا تجد ساعات حقيقية قليلة، منها واحدة تسميها ساعة هوملاند. سأقول إنها الروح. روح القهوة التي تجعل راشفها يستعذب المرارة ويستضيء بالسواد، وروح اللقاء التي تحيل مساحة مكانية ضئيلة غابة خضراء من الألفة والمحبة، وروح المكان القادر على إمدادك بالوهم الكافي لإقناعك بأنك لست وحيدا. الحياة الفريدة من نوعها التي لا يمكن أن تحدث إلا في مقهى حفظ له الله موهبة أن يكون ضئيلا ومن زویا بحيث يصعب أن يسعى إليه إلا تلك الأقلية الهائلة مقهى يحتفي بالأحياء، ويحضر فيه حتى الأموات في أمسيات تستذكر مناقبهم وخصالهم الحميدة، التي منها حب المقاهي وعشق القهوة. كان هوملاند محض حلم في مخيلة شاب يقوده قلبه، اسمه حمود الشكيلي، أما اليوم فهو دليل إضافي على أن أجمل الأشياء هي تلك التي تبدأ بحلم .. سليمان المعمري
قلت لهم بأن الغد كذبة كبرى ولم يصدقوني ، ظلوا يحلمون به، ولم يأت ظلوا تدغدغهم الأماني والأحلام ولكن لا شيء يتحقق سوى الخراب، خراب الروح قبل خراب المكان والزمان. قلت لهم الغد خديعة فلاترکنوا لهاء الغد كذبة الحالمين على أنفسهم، لا تصدقوها، اسكبوا الماء على وجوهكم، وانتبهوا، انتبهوا ليومكم قبل أن يضيع منكم.
ليتني امرأة عادية تؤمن بأن الحب حق والصدف حق والانتظار حق والهروب حق ونسيانك حق مشروع أيضا. ليتني امرأة عادية تنتظر فارس أحلامها وتحلم به وتعيشه حكاية جميلة مغلفة بغلاف العاطفة.. ليتني امرأة عادية تخدشني الجرأة و تحمر وجنتاي لكلمة غزل ومشاعر منبثقة.
"بدأ مالك بتدخين السيجار، وكان صديقه المحامي ملازمًا الصمت، قال مالك: - تخيل لو أن هذه المحادثة قد دُونت في كتاب واطلع عليها المحامون. ابتسم صديقه المحامي بسخرية وقال: - المحامون! سوف يرجمونني بالحجارة كما رجموا النبي محمدًا، وسيحاكمونني كما حاكموا سقراط، وسيصلبونني كما صلبوا المسيح، لأني قلت لهم الحقيقة فقط."
يكمل الكاتب راشد الجديدي ما بدأه من فصول ملحمة للموت حكايات. يأخذنا مع فاطمة التي هربت بطفليها من زنحبار إبان إنقلاب 1964 وما حصل فيه مجازر شنيعة وتنكيل، إلى وصولها إلى بر عمان والأحداث التي مرت بها هناك. كذلك تتحدث رواية سفر الغواية عن دينيس التي بقيت في الجانب الآخر من البحر (زنجبار) وكيف نجحت في الانتقام من قتلة زوجها الذي صلب وقتل في الجزء الأول من الثلاثية الملحمية.