سبعة وعشرون غصنا تنوع كتابها وتعددت مواضيعها، وإن كانت رمزية الشجرة حاضرة في جميع النصوص التي احتواها العمل. وجاءت النصوص لتشكل احتفالية بالشجرة من حيث هي معنى وروح يمكن إسقاطه على كثير من قضايا عالم الإنسان، تارة بامتدادات الإنسان في شجرة السلالة الآدمية، وتارة بأحواله النفسية التي تتقلب بتقلب الفصول، وتارة بما تمثله الشجرة في حضورها الملازم للإنسان في بداوته وحضره.
لم تجد عطرا يوازي رائحة عرق زوجها النفاذة. تلك كانت مشكلتها منذ البداية، ومنذ الرجل الأول الذي استدرجها عطره وأزكمها بعوالم نفاذة من السحر. راحت تبحث بين رائحة الكثير من الرجال وتفتش في عالم عطورهم، لا تدري حبا أو كرها لزوجها ورائحته، استسلمت وتهاوت دائخة في أحضان الكثير من الرجال، لا تدري هل لتهرب من رائحة زوجها أو لتجد شبيها لها. لقد كانت جميلة جمالا باهرا، كما كانت في نفس الوقت حلما فائضا عن الحد، على الأقل بالنسبة لصياد سمك أصاب بعض الغنى بعرقه اليومي.
سيحلق القاريء كما عنوان الكتاب في سماوات عشر دول ومدن مختلفة بعناوين تميز كل مدينة، بدءا من دمشق، والقاهرة، والبحرين، والمغرب، وجزر القمر، وقبرص، وباكستان، ومدينة جودوود في الريف الإنجليزي، ومدينة بادربورن الألمانية، والصين.
لم يبتهج يوما دفعة واحدة كانت كل حياته مقسطة حب مقسط فرحة مقسطة نسیان مقسط كل شيء مقسط تقريبا عدا فواجعه وانفتاق ذكرياته السيئة وحدها من كانت وفية لأن تأتيه كاملة دفعة واحدة
يضم كتاب "وطن في حقيبة" واحدا وعشرين مقالا تناولت ملامح متعددة من ملامح الحياة العُمانية، التي تُرجمت مع واقع الحياة خارج الوطن لتكون سيلا متدفقا من الشوق والحنين، والرغبة في معانقة وجه الوطن الذي لا يزيد البعد عنه إلا تورطا في حبه والرغبة في العودة إليه.
كانت متمهلة جدا، وكأنها يد خبير يحاذر الخطأ، يبتعد عن النقص، والتشويه غير المتعمد، أخذت قطعة من الحلاوة ووضعتها على ساقها، شدت بقوة، تأوهت، عضت على الشفة السفلى، أصبحت شهية بعد أن مصت الألم المشدود إلى شفتيها.