قراء المعرفة


مكتبة قراء المعرفة

رتب بـ
العرض في الصفحة

سفينة نوح

لا أعرف لم استحضرت تلك اللحظة سفينة نوح، السفينة التي أنقذت المؤمنين من الطوفان العظيم، المؤمنون فقط من نجو بتلك السفينة، البقية غرقوا، تلك اللحظة أحسست بالخديعة، كنت مؤمنا بالإعلام الرسمي، أحسست بأننا تركنا لنغرق ولم تكن هناك سفينة تشترط الإيمان للنجاة من الطوفان أو أن تلك السفينة غادرت ولم نشعر بها، خدعتنا وتركتنا نواجه كل هذا الشك والخوف، السفينة التي آمنا بها خذلتنا كلنا، تركتنا نغرق، ندمر، نموت، لقد مرت في ساعات ذروة الطوفان وكان قائدها يبتسم بلا اكتراث، تخيلت المشهد، إنه يقهقه ويرفع إزاره عاليا ليظهر من بين ساقيه خرطوم طويل ثم يصرخ فينا " هيا تعلقوا به .. إنه سبيل نجاتكم "، حاولنا، لقد كان ذلك الخرطوم يحتاج لمواصفات خاصة لكي يتمكن من الإمساك به، كان يحتاج للقدرة على الابتسام وعدم الاكتراث أو الإحساس بالآخرين، يحتاج للكثير من النرجسية والقدرة على التلون كحرباء في كل الأوقات والأزمان .. ولم نكن نجيد تلك الصفات، رويدا رويدا كانت تلك السفينة تختفي وتخلفني مع آخرين آمنوا بها، .. عراة ووحيدين ومرضى نصارع الخوف والموت والمصداقية المتوارية بعيدا في الأفق..
3.000 ر.ع.‏

فيزياء 1

. . وأعلم إنني ترکتها بمشيئتي تخونني مع عثمان العالم وانه كان يسرني أن أراهما يمارسان الخيانة في الصالون معتقدين أني نائم أو غیر موجود. بل جاء لبالي أن أصورهما بالكاميرا، لأستخدم الشريط كعامل تقوية وقتما شئت ممارسة الحب مع زوجتي أو غيرها.. لكنني معجب بالطريقة التي تقدر فيها كريمة أن تعيش في أحنك الظروف، لكنني امرأة فوق القدر، امرأة الشيطان كما يحلو لي أن أسميها.. لن أجد في هذا البلد من يماثلها جرأة ووقاحة . . أيضا أعلم أنها لم ولن تنسى ما فعلته بها.. تلك المرأة، نفخ فيها الشيطان، أكذوبة الكبرياء.. كيف يمكن أن تخلق الأفعي؟ في الأحراش وفي الظلام.. وسط العفونة وبين الكواسر .. لعلها سعيدة الآن.. لكنها لن ترضى طويلا بهيئة الملوك.. ستنفض جلدها من جديد وتنسلخ. ليتني أجرؤ أن أراها من جديد. . الشياطين. . تحب اللقاء وتبادل الخطايا. . لا أجرؤ.. بل سأتبعها، واتبع أجوائها المظلمة .. سأتنفسها من بعيد ومن قريب. . وبها سأعيش. .
3.000 ر.ع.‏

الطين الذي ضل الطريق

بعد العطاء الكلي الذي يستنفد في علاقة الأصل فيها كان الفراق لا يأتي إلا الحرمان الكلي، وكل علاقة تنبني على الحرمان هي ليست عادلة، لا تبدأ سريعا. سيجتاحك الفقد أكثر وهذا سيعلمك، سيفهمك. الم أندم على شيء كما ندمت على وقو السريع بعد كل نكبة! … أجب علي متى ما أردت، وفي الحقيقة لا يحزنني أن ترسل إلي رسالة كلامها محذوف بالكامل. أيها الطين لا تنس أنك أملك الوحيد، لكل الأشياء التي تستحقها : فليكن بعد ضلالك الإيمان.
1.500 ر.ع.‏

وجه رجل ميت وقصص أخرى

تدور معظم القصص في مجموعة “وجه رجل ميت” للقاص العُماني أحمد الحجري، في جو غرائبي تتكثف فيه الرؤى فيكتنفه الغموض حيناً، وسلطة الرمز حيناً آخر. وتزخر القصص التسع داخل المجموعة الصادرة عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن”، بأشكال متنوعة من النهايات غير المتوقعة التي تحاول أن تولّد مزيداً من الأسئلة، وتفتح المجال أمام احتمالات كثيرة قد يؤدي إليها السرد. جاءت المجموعة في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، وكُتبت قصصها خلال مدى زمني متطاول يمتد بين عامي 2007 و2019. وتنوعت فيها الموضوعات، ما بين الرؤى الفلسفية، والقضايا المحلية المستمدة من طبيعة الحياة الريفية وشبه الحضرية في عُمان. وتبرز فيها الطبيعة العُمانية التي تحضر بوصفها خلفية لمعظم المشاهد والحكايات داخل المجموعة. ووظف الحجري كذلك فنوناً أخرى داخل السرد لخدمة موضوعات المجموعة، كالفن التشكيلي، والسيرة والمذكرات. وجاءت اللغة مقتصدة في تعابيرها، محايدة في أحيان كثيرة وتقف في مسافة متساوية بين القارئ والنص.
1.500 ر.ع.‏

ثلاث قصص جبلية

وفي صباح يوم جمعة يصعب نسيانه، رأيته في ساحل «السيب» يرفع سمكة كبيرة من ذيلها. كان متوترا وهو يبحث عن سيارة أجرة؛ جبينه المعروق مقطَّب ورقبته لا تتوقف عن الدوران. اقترحت عليه أن أوصله، فرجاني أن أسرع كي لا تُفسد الحرارة سمكته. طلب مني كذلك إشعال إشارات الخطر. وحين أوصلته وهمّ بالنزول تمتم، بنبرة مَن يكلّم نفسه: الحرارة لا تُحتمَل. في المرة المقبلة سأطلب سيارة إسعاف ﻹيصال السمك سالما إلى البيت!
1.500 ر.ع.‏

حديقة السهو

يضم هذا السفر المجموعات القصصية الست للقاص العماني محمود الرحبي. أحد أبرز رواد الفن القصصي في سلطنة عمان الزاخرة بالمواهب الإبداعية. في الجانب الفني يمتلك محمود الرحبي أسلوبا عز نظيره بين مجايليه وكذلك بين عموم القاصين العرب. إذ يجنح إلى صياغات لغوية بسيطة، لا محل فيها إلا ما ندر، للجزالة والبلاغة المعهودتين في السرد العربي الحديث. هذا الزهد التعبيري يحمله على الاكتفاء بإحاطة قارئه بوقائع قصته بأقل العبارات، وبغير تمهيد طويل، متفاديا الصياغة شبه الشعرية، أو المبالغات العاطفية. فالقصة لديه إخبار بحكاية أو توصيف لمشهد أو رسم لوحة سردية، دونما تزويق أو تلوين، وبروح تراثية في صوغ الحكايات والمُلَح.. تخاطب قارئا حاضرا ومستمعا كما يفعل الحكاء الشفوي. بل إن بعض قصصه تجاري حكايات ألف ليلة وليلة في إهاب معاصر. وأن ينأى الكاتب بعاطفته عما يسرد، وأن يتفادى غواية كتابة نص مرسل، ففي ذلك حنكة مقدرة وسط تكاثر النصوص السردية والاعتناء المفرط باللغة والمغامرات الفنية المجانية. محمود الريماوي
5.000 ر.ع.‏