رأيتُ من الموت ما يجعل.. الشعر تابوت معنى.. ولكنني ما أزالُ أصارعُ هذا الفناءَ.. بما في يدي من غناء.. وأعشقُ هذي الحياة إلى آخر السطر.. إلى آخر الشعر.. إلى آخر الحب دون رثاء.. وإن زارني الموتُ في آخر الأمر.. أكمل غيري طقوس الغناء.. إلى آخر السطر والشعر والحب.. دون التلفت نحو الوراء
غرفتي قبر له باب ونافذة.. تطل على قبور للصغار.. غبطتهم في نومهم تحت الظلال.. كم يحلمون ويلعبون دون مدرسة.. لن يكبروا في الغد.. وغداً سأصبح مثلهسم ميتاً.. ولكني عجوز ذو حكاياتٍ وأخطاء عديدة.. هل يسامحني أبي في حضرة الآثام؟.. يا ملاك النور كلّمني.. فقد أسرفتُ في لغة الظلام
والحق أن هذا السفر المتميز الممتاز حاول أن يحيط بسيرة هذه الشخصية المهمة الفذة وأن يستقصي ملامحها وتراثها، وأن يبين شأنها ودورها ومكانتها كيفما أمكنه ذلك، فجاء سفرا نفيسا نادرا قيما تفتقر مكتبتنا العمانية إليه، ويسد فراغا في تاريخ عمان الحديث، وهو ينبئ عن جهد غير هين بذله كاتبه في جمع شوارده وملاحقة مصادره وترتيب أقسامه وأبوابه، ليخرج بهذه الصورة الشيقة المفيدة، ولهذا وجب علينا أن نوجه له التحية والشكر والثناء الجميل على هذه التحفة الثمينة التي أهداها لأبناء وطنه. لقد استطاع (الباحث) الوصول إلى معلومات جمة مثيرة ونادرة أسس عليها مؤلفه الضخم الفريد، وقد توفرت له هذه المعلومات من خلال مقابلات مطولة أجراها مع كثير من الأشخاص الذين كانوا على صلة حميمة بالشيخ من أبنائه وأقاربه، وكذلك مع أصدقائه ممن واتتهم فرصة التعرف إليه ولقائه والاجتماع به، أو من خلال وثائق مهمة اطلع عليها وهي كثيرة العدد متنوعة الأغراض والمقاصد، وأهمها أصول الرسائل التي أرسلت إلى الشيخ ونقول رسائل قام هو بارسالها، وفي تلك الرسائل- المرسلة والمتلقاة- فيض معلومات تميز كثير منها بالندرة والأهمية البالغة مما يجعلها ذات أثر في تاريخنا العماني المعاصر، ويمكن أن تلقي الأضواء على غوامض والتباسات أحاطت بعديد القضايا والحوادث، هذا إضافة إلى ما التقطه الباحث من بيانات وأخبار تتعلق بالشيخ الجليل وأدواره الحياتية المتنوعة والثرية، ومواقفه البينة الصلبة العنيدة في مواضع، والمرنة إن كان الحال يحتمل المرونة.
يندرج هذا الكتاب في دائرة التوثيق والتأصيل، وهما مبحثان أصيلان في البحث العلمي يقعان في صلبه وصميمه، ولقد جبلت عليهما الثقافة العربية منذ العصور الأولى المتقدمة فيما عرف ب «المدونات» و «الكواشف» وقدمت نماذج منها لمساعدة الباحثين والمهتمين في ما يرنون إليه من تحليل معمق ووقوف على الظواهر والاتجاهات؛ بغية نقدها ومقاربتها وتقديمها منهجيا وفق آلية التأثير والتأثر التي نظر لها كثير من الأدبيات الاجتماعية والأدبية. وكان هم معده إخراج نتاج هاتين الشخصيتين بغض النظر عن مستوى خطابهما وعلاقته بالسياقات الزمنية المعيشة، بعد أن ظل غارقا في أتون التغييب ينال منه الزمان بالنسيان والتجاهل.
يبحث هذا الكتاب في نظام الحكم في كل من المملكة العربية السعودية، والامارات العربية المتحدة، الأردن، المغرب بصفتها جزءا من الممالك والإمارات العربية الثماني إذا أضيفت البحرين والكويت وعمان وقطر. حيث يجمع بين هذه الدول نظام الحكم الأسري وكيفية تعاقب الحكم في كل منها مع بعض الاختلافات وتطور الحكم فيها منذ نشوئها. كذلك يجمع بين الممالك المذكورة التهديدات المشتركة التي تحيط بالمنطقة وأولها : القضية الفلسطينية، الصراعات الدولة والإقليمية ومطامع الدول النافذة والكبيرة مثل : إيران، العراق، السعودية. وخصوصا بوجود النفط في عدد كبير منها حيث يشترك بعضها في منظمة أوبك وست دول منها : الإمارات، السعودية، والبحرين والكويت، وقطر، وعمان تكون ما يعرف بـ : دول مجلس التعاون الخليجي.
يشهد العالم العربي الكثير من التغيرات الدراماتيكية تطاول أنظمة الحكم والحكّام في غير دولة وخصوصاً إثر ثورات تونس واليمن ومصر وليبيا إلخ. في هذا الكتاب (جزءان) يتناول الباحث والخبير في الشؤون الخليجية جوزيف كشيشيان أنظمة الحكم في كل من: السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، عُمان، وقطر (دول مجلس التعاون الخليجي) والمغرب والأردن، بدءاً بتأسيسها وكيفية الحكم فيها وتعاقب الملوك والأمراء في الحكم، مروراً بالمفاصل والمحطات التاريخية الحاسمة: الحرب الباردة بين القطبين، والحروب العربية، الإسرائيلية، الثورة الإيرانية، حروب الخليج وصولاً إلى "الربيع العربي" وتداعياته المستمرة. تواجه هذه الدول تحديات قديمة، جديدة فرضت تغيرات جذرية في طبيعة حكمها وفتحت على إحتمالات يصعب تكهن نتائجها، في هذا الكتاب عرض لأهم التحديات والأسئلة المصيرية وأهمها: النزاعات الإقليمية الحدودية، والإنقسامات العربية، وأطماع الدول النافذة (إيران، العراق، تركيا)، الوحدة الإقتصادية والعسكرية. والأحلاف المتقابلة والمتواجهة (إيران، سورية، المقاومة/ تركيا - الخليج)، النزعات بل النزاعات الطائفية والمذهبية والعرقية، تفاوت الدخول بين فئات الشعوب، التمسك بالسلطة والصراع على النفوذ لدى الحكّام، مسائل الديموقراطية والحرية والإصلاحات إلخ. كتاب يؤرخ ويوصّف ويطرح الأسئلة المستقبلية حول مصير تلك الدول القريب أنظمة وشعوباً.