إن كان فؤاد زكواني معلقاً بزوينة في «تانجا»، فإن الحمار والرمان معا مغروسان في صدره كعريشتين من العنب تتوزع منهما أغصان، وعناقيد، وفيض وتراتيل ، زوينة تتبرعم في قلبه وتنمو شجرة وارفة من الزعفران والأحاديث، ربما ما كان يتمناه زكواني أو ما يود أن يتمناه، بل هو بالفعل ما يتمناه، الصورة الآتية: غيمة صافية خالية من البارود، قدر قديم يشبه ذلك القدر الذي قيض له زوينة بلونها الطيني المعتق بلون الورس ورائحتها الزهرية تتأرجح على سنام الناقة بين وسائد الهودج، وحماريتسامع به العربان، حمار من سلالة وقبيلة وفصيل نادر، وغرة جبلية صافية يحمل أكياسا لا تنضب من الرمان المحتقن بالرزق والماء،.....وسنيناً لا تنتهي من الأقاصيص والعبر والضحكات.
هذا الكتاب دراسة أصلُها رسَالةٌ مقدَّمةٌ لاسْتِكمَالِ دَرجَةِ المَاجِستير بجَامعة (دِرَمْ) بالمملكَة المُتحدَةِ في يونيو 1992م، تحت عنوان: «الإباضية في عُمان، والمستجدات في مجال العلاقات النصرانية الإسلامية». تكْمُنُ أهميّةُ الكتابِ في أنَّه من الكُتُبِ القليلةِ جِدًّا التي كُتِبتْ بالُّلغةِ الإنجليزيّةِ في مجالِ الحوارِ الإسلامي النّصرانيِّ في عُمانَ، وعن تاريخِ التَّنصير فيها بَدْءًا من الغَزْوِ البُرتغاليِّ الغَاشِمِ حتى تأسيسِ الإِرساليّةِ التَّبشيريّةِ ومُلحقَاتِها في كُلٍّ من مسقط ومطرح إلى مطلعِ سبعينيَّاتِ القَرْنِ العِشرين الميلادي.
لقد ارتأيت اختيار عددا من البحوث التي تتناول موضوعات النقل الجوي في كتاب واحد، عملا على زيادة انتشارها تحقيقا للفائدة العلمية والثقافية لتكون في متناول أيادي المشتغلين في هذا القطاع المهتمين بتطوير علومهم ومعارفهم. فمن خصخصة المطارات إلى تحرير النقل الجوي يستشف التغيير كحقيقة أزلية تطال كافة مناحي الحياة، ومن أمن الطيران إلى مشكلة الركاب المشاغبين على متن الطائرات تظهر جوانب لعلها خافية عن غالبية الناس، وبين تشريعات النقل الجوي ومنظماته الدولية والإقليمية تستبين الحاجة للتنظيم اللازم في أحد أكثر المجالات تعقيدا وتشابكا في العلاقات.
يبحث الكتاب الذي بين أيدينا في حقبة غامضة من تاريخ عمان بدءا من سنة 600 وانتهاء بسنة 900 هجرية، وقد احتوى على الكثير من المعلومات الجديدة المهمة من تاريخ هذا البلد، مع قراءة ما ورد من أخبار قراءة تحليلية، تنم عن بذل المؤلف جهدا كبيرا في جمع هذه المادة العلمية التاريخية من مظانها؛ من مصادر عربية وغير عربية، مطبوعة ومخطوطة، وقد جاء الكتاب في أربعة فصول: الأول: عرف فيه المؤلف بعان من الناحية السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية، ثم تبعه ثلاثة فصول تسرد أهم المعلومات عن تاريخ عمان في ثلاثة قرون. والمؤلف باحث متخصص في الحقبة الغامضة من تاريخ الجزيرة العربية صدر له ثلاثة كتب في هذا الصدد هي: الإمارة الأخيضرية، ومن أخبار شرق الجزيرة العربية، ومن أخبار البادية في نجد.
يقسم أصول الفقه "العلامات" من حيث درجة دلالتها، وكيفيات هذه الدلالة. لذا، كانت "الدلائل السمعية" (= الخطاب الشرعي) بكل درجاتها وتحولاتها موضوع هذا العلم وخزان علاماته؛ إذ تنظر السيمياء الأصولية في "الدليل السمعي" من حيث إنه "علامة" يستدل بها على "الحكم الشرعي" من جهة، وعلى مفهوم "الكلام النفسي" من جهة أخرى، ليشغل مفهوم "الكلام القديم" في علاقته بـ "الخطاب" مساحة محورية ومزدوجة لا يدلل على مراد المتكلم وإرادته بقدر ما يحيل على "الفعل الإنساني" الحضاري والأخلاقي؛ فالمتلقي في تفاعله مع "الواقع اللساني" المتمثل في الخطاب القرآني يشتغل اشتغالا محوريا اكتسبت به السيمياء الأصولية واقعا تجريبيا من جهة أنه أعاد إلى "الكلام النفسي" شرعيته التي استمدها من نشاط التلفظ في مقابل اللسان، وجعله مدلول الخطاب الشرعي ليمنح المضمون الفقهي القيمة الأخلاقية والقانونية (= المطلوب الخبري).