وحيدا كالبحر.. صامتا كالقدر.. مقفرا ومكفهرا كذاتي.. لا أحمل في قميصي سوى أزرار ما تبقى من القميص وقلم رصاص في بنطال الزمن يكتبني متى ما أراد ويمسحني متى ما أراد
إن دعاء الإفتتاح مثل سائر الأدعية الأخرى المأثورة عن أهل البيت (ع)، هو منهل معرفة، و موجب طمأنينة، و مدعاة تكامل للإنسان، و سبب لدفع البلاء، و تنفيس الهموم وتفريج الغموم، ونزول الرحمة الإلهية. و هذا الدعاء يذكرنا بالتوحيد الذي هو أمر عظيم و بالنبوة وبالمعاد، و هو بتكرار الحمد إثنا عشر مرة، و بالثناء على الله عز و جل، ينمي في قلب الداعي روحية الشكر، التي هي نتيجة الإخلاص النظري، و خطى في الإخلاص العملي. إن الحمد ناظر إلى مقام الذات الإلهية، والمدح ناظر إلى مقام الصفات الإلهية، و الشكر ناظر إلى مقام الفعل الإلهي. أرجو أن تجد بين صفحات هذا الكتاب بحرا هادئا تسبح فيه و أنت تلهج بذكر ربك سبحانه ..