سيدي المبجل غاليليو.. إن صراع العلم والدين طبيعي جدا؛ ولكن السياسة والمصالح تدخل على الخط فتفسد براءة هذا الصراع. وأنا عندماواجهتُ جمعيّة الصليب الوردي؛ لم يكن ذلك إلا لأنهم ينفون هذا الصراع بطريقة فجة؛ لأمر في أنفسهم. فمؤسسهم الأقدم الذي سافر إلىبلاد العرب وتلقى تعاليم السحر والغنوص وأسرار الفيثاغوريين هناك؛ عاد بما يهدم الدين والعلم معا، وهو يحسب أنه يخدمهما. إنهم لايفارقون طريقة المشارقة القديمة في التجريب، إذ لا يفصلون بين العلم والسحر.
عشت لسنوات على أمل أن تفي بوعدها الذي وعدتني إياه وأنا أمسك بلحافها الأزرق عند بوابة السجن: «ما تخاف راشد، أجي أشلّك لما أطلع»، كل ما كنت أريده من الحياة أن تصدق في وعدها وأن تأتي، أن تحتضنني وأن تضمّني وتروي عطش قلبي وجفاف روحي، لكنها لم تأتِ، تركتني وحيداً أصارع وحش الحنين والشعور بالفقد، مرات عديدة كنت أصرخ، لقد كذبت؛ وأصبح كل شيء في هذا العالم بعد كذبتها، مجرد كذبة، كذبة كبيرة أحياها؛ كي أبقى متمسّكاً بخيط الوهم الأزرق الذي يأخذني إليها كل مساء، وأنا أشم رائحتها التي لا تشبه رائحة امرأة أخرى غيرها.