لم تكن فترة حكم السلطان خليفة بن حارب البوسعيدي (1911-1960) لسلطنة زنجبار كأي فترة حكم سابقة ولا لاحقة، فبالإضافة إلى كون فترة حكمه والتي اقتربت من الخمسين عاماً هي أطول فترة حكم للسلطنة من بين سلاطين البوسعيد لزنجبار، فقد شهد عهده أحداثا سياسية كان لها تداعيات عظيمة ساهمت في تغير وجه زنجبار بشكل جذري، ولا تزال إرهاصات تلك الأحداث مستمرة إلى يومنا هذا. للأسباب الأنفة الذكر ولأهمية هذه الفترة من تاريخ زنجبار، وحرصنا على تتمة السلسلة التاريخية عن السلطنة وشرق إفريقيا، كانت رغبتنا بإخراج هذا العمل إلى النور لما فيه من أمور تفيد الباحث والمهتم.
رسالة موجهة من الأعماق إلى كل ذي عقل وحس وإدراك، للتأمل في نهوض وسقوط دولة، وُصفت يوما بأندلس إفريقيا.. تأمل هو، ليس للتفاخر ولا للتعاظم؛ وإنما للاعتبار من دروس الأولين. سيرى القارئ كيف استطاع المستعمر، بدهائه المعهود، نسج الأكاذيب العرقية والطائفية؛ وتمكن بقدرته الخبيثة من زرعها في ألباب البسطاء من الناس؛ تمهيدا لاستخدامها للكيد بالإسلام والعروبة، من ناحية؛ وتحقيقا لخطته الاستعمارية، فرق تسد، من ناحية أخرى. رسالة هي تدعونا إلى نبذ واجتثاث كلّ ما يؤدي إلى الفرقة والشقاق في نسيج المجتمع الواحد؛ وتكشف لنا في الوقت ذاته بأنها ليست بأكثر من مخطط استعماري بمفهومه الحديث.
"خلاصات محاضرات العلماء والفقهاء والدعاة في بيوت الله، دونت من دررها وفوائدها حسب فهمي واستيعابي، وليس بالضرورة أن يكون ما كتبته قد قاله المحاضر الكريم نصًا؛ فقد أزيد لمزيد الفائدة، وقد أوجز رغبةً في الاختصار، وربما فاتني بعض دررها لعجز الفهم والاستيعاب."