بقي الشيخ علي بن سالم بن ناصر الحباسي الحجري رمزا في عين الأجيال اللاحقة لذلك الجيل الأخير من المثقفين والعلماء التقليديين الذين نهلوا من يد مشايخهم ومن مظان الكتب مباشرة، وكان من قوة شغفه بالمعرفة واخلاصه الصادق لها أن جعل الكتب جزءا لا يتجزأ من حياته.
يعود بنا أحمد الراشدي إلى فن الرسائل على نحو بليغ، يأخذنا بلغة رسائله الحميمة بألمها إلى ابنته فدوى، ليترك أثرا لها في سيرة محبة ووفاء. کم أتت كتابته مؤثرة حد البكاء في وصف خبر رحيل ابنته، ساردا حياتها القصيرة معه أبا يجيد فن الأبوة مع الأطفال في كثير من مشاريعه الثقافية. نقرأ رسائل موجعة بنزيف سرد مؤلم كتبها أحمد الراشدي عن حياة قصيرة مرت علينا سريعا وذبلت، مثل وردة صار اسمها فدوی.
"برهن من خلالها الباحث الشيخ عباس آل حميد على قدرته الذهنية وموسوعيته الثقافية في تأصيل المفاهيم الاسلامية، وإظهارها بأسس متينة محكمة، وبراعته الأدبية وذوقه المرهف في صياغة المنظومة الفكرية الدينية في بيان رائق سلس، يجمع بين المتانة والوضوح." العلامة، السيد / منير الخباز