مجموع شعري، يجلي جانبا مهما مغمورا من تراث أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي (ت:1237هـ)، خاصة في السلوكيات والتصوف. ينشر لأول مرة مشروح الكلمات والمفردات، مصدرا بقراءة أدبية وافية، محققا من أصول خطية متعددة، أهمها مخطوطات ابنه خميس؛ الذي جمع شعر والده مرتين: الأولى سنة 1242هـ، والثانية سنة 1257هـ.
تقع مكتبتي في غرفة نومي. وهي عبارة عن عدد من الأرفف الطويلة العريضة التي تشغل الجانب الأيسر من الغرفة. مع مرور الأيام امتلأت الأرفف فزحفت الكتب إلى الأرضية المجاورة لها، ثم أخذت تحبو كالجعلان إلى أن تسلقت السّرير. ولا أرى هذا بالأمر السيئ إذا ما استذكرنا تشبيه احلام مستغانمي للكتب الجيدة بالنساء الجميلات. هذه نقطة. والنقطة الأخرى أن العشرات يقتحمون مكتبات أصدقائهم ويستعيرون —وأحيانا كثيرة يسرقون— ما تطاله أيديهم، لكن؛ مـن ذا الذي يجرؤ على اقتحام غرفة نوم المرء إلا خاصة الخاصة!
كنتُ في أيام خلت واقعة في المدة من سنة ٢٠٠٠م إلى سنة ٢٠٠٣م أعمد إلى تسطير عمود أسبوعي في صحيفة «الوطن» العمانية، عنوانه «نفثات». وكنت أحرص أن أجعل هذا العمود يتناول موضوعات قصيرة منوعة، فمنها ما يرتبط بالنقد الأدبي، ومنها ما يتعلق بالأدب العربي قديمه وحديثه، ومنها ما له صلة بالقضايا اللغوية العامة، كما أنّ منها ما يتصل بالشأن الثقافي بنحو إجمالي. وكل هذه الموضوعات كان يعرض بنحو وجيز ميسر، يخاطب به قراء الصحيفة عامة، دونما نظرة خاصة إلى القارئ المتخصص في الأدب والنقد.