في زمن سيطر عليه الفقر والمرض، ترك دلشاد ابنته الوحيدة لمصيرها، وكان عليها أن تجد طريقها في عالم من الأطماع تحكمه ذاكرة الجوع. رواية تشعرك بوخز الجوع في كلماتها، تتحسس جسدك الذي بدأ يضمر وينهلّ بحثا عن لقمة هنا ولقمة هناك، عن الغياب الذي يأخذ شخوص الرواية نحو الموت أحيانا أو نحو حياة أخرى وتجربة جوع آخر. أكاد أرى وجه دلشاد الضاحك من الألم والفقد والجوع والضياع، أكاد أبحث معه عما يسكت فيه ذلك الفم الجائع. هذه الرواية، الحياة، هذه اللعبة الخطيرة ما إن تبدأ حتى يجرفك سيل مآسيها لتبكي وتضحك وتشم روائح الموت والفقر، ثم تترك التيار يأخذك إلى دروب يرسمها القدر لشخصياتها.
بعد ذلك ظهر لي وجه امرأة، ما لبث أن انفرج عن صرخة تبعتها حركةٌ سريعة من يديها، مُفرجةً عن فتحة القبر؛ ثم عابثة بما يحيطني. خلعتْ لفاعها سريعاً وغطّتني به. حرّكت شفتيها في وجهي، لكني لم أقابلها سوى بتعبير بارد. طوتني، بخفة، فوق ظهرها. وكانت، بين الفينة والأخرى، تنظر إليَّ بمزيج من الفرح الساذج. فرح نزق وهي ترسل، بين كل لحظة وأخرى، صوتاً حاداً في الخراف حولها.
إن المرأة العمانية لها حقوق فرضتها التشريعات ولم تهمل المرأة سواء أكانت مطلقة أم أرملة أم غير متزوجة فقد جاءت أحكام الشريعة الإسلامية التي تعد أساس التشريع في السلطنة طبقا للمادة (۲) من النظام الأساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 96/101 تعطي للمرأة حقوقها ورفعت عنها قيود الظلم والإستبداد التي عانت منها ردحا طويلا من الزمن. وعليه فإن التشريعات العمانية ذات الصبغة الإجتماعية المتعلقة بالمرأة صدر بمراعاة الأسس الإسلامية في هذا الجانب وما تقرّره من حقوق وحماية المرأة. نحن بحاجة للتوعية الدينية ولتقديم النصائح للمقبلين على الزواج منذ البداية وتعريفهم بمساوئ الطلاق وحقوق الزوجين وواجباتهما ومناط الأسرة وتربية الأبناء. يجب الاجتهاد من جانب المؤسسات الخاصة والجمعيات الأهلية والخاصة من أجل نشر رسالتها في المجتمع لدرء هذه الآفة من مجتمعنا ومقاومتها.