عندما نتحدث عن "اللاوجود" فإننا نتحدث عن كيان في النص الشعري؛ يأخذ حيز الممكنات من جهة علاقات الإرجاع، ومن جهة اعتباره "جوهرا" في مواجهة الذات؛ لا يمكن لها أن تحدد سماته دون أن تتخذ الذات سلبيتها لتفسح المجال لإمكانه؛ وهو أمر يفتح العلائق أمام عالم المعنى في مواجهة عالم الأشياء؛ لذا فإن الدراسة حاولت استشفاف هذا الجانب في التجربة الشعرية وقدمت مقاربة تأويلية في سبيلها دون أن تدعي لنفسها التفرد أو النهائية؛ فـ"التجربة الشعرية" نوع من التجاوز العالم الشاهد إلى الغائب، والموت فيها هو استدعاء لموجودات العالم الميتافيزيقي في تبديها المادي، ولكن المعنى لا ينكشف بهذا التبدي إلا بتجاوز الذات، وتوسلها باللسان، وكأن الذات الشاعرة في حالة من حالات الإلهام الصوفي المتحد بروح الأشياء.
“عندما ينفصل آخرُ جُزءٍ من الطائرةِ عن الأرضِ، وهي إطاراتُها العملاقة في رحلةِ المغادرةِ بعد سرعةٍ هائلةٍ من السيرِ على مدرجِ المطار، تبدأ حياةٌ أخرى ضمنَ قريةٍ من الأشخاصِ لا يملكون وقتها أيَّ شيءٍ سوى استمتاع عساه يكتمل، وساعات بطيئة محددة سلفا على مقعدٍ مفعهم بالسكينة والهدوء يحدُّه الضيقُ من كل مكان. لغاتٌ مختلفة كما هي أحلامهم ووجهاتهم التي ينطلقون منها الى مسارات أخرى، تحكمهم قوانين واضحة تسري عليهم في قريتهم الطائرة المحكمة الإغلاق، لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال. في كل رحلة اكتشف شيئا جديدًا، حتى لو تكررت الزيارةُ إلى نفسِ البلاد، فمهما حاول الرحال أن يجعل رحلته متكاملة تبقى هنالك أمورٌ خافيةٌ سوف يكتشفها في رحلتِه القادمة”.
من ظلال البيت الكبير.. ثلاث مسرحيات ،المسرحية الأولى عندما تشرق الشمس، لعماد بن محسن الشنفري، ذات مكان وزمان غير محددين ورؤية مفتوحة للتأويلات أما المشاهد فمبعثرة بين الاحداث كما ورد في توطئة المسرحية، والمسرحية الثانية من وراء القصد لعلي بن محسن الشنفري، وهي مسرحية تجريبية للحراك البندولي بين منظور الإصلاح والمؤامرة يتداخل فيها الواقع بالخيال، أما المسرحية الثالثة "سكة إسماعيل" لهيثم بن محسن الشنفري فتبحث في القضايا الاجتماعية.