عند تلك التلة وقد بدأ الليل يغطي المكان بسواده وينشر قتامته. أبصر الزير وهوي خيمته -والتي اعتاد أن يقضي فيها أياما يرسم فيها نزهته مبتعدا عن مضارب قبيلته- رجلا يسوق خيله على عجل وكأنها عجزت من كثر عدوها عن تحديد الطريق ورسم معالم الهدف الذي جاءت من أجله. وحين اقترب منه كانت معالم التوتر والخوف ترسم على ناصية ذلك الرجل أشبه بقصة بلا كلمات وإنما علامات استفهام ونظرات تنظر للأعلى والأسفل.
الإمام سالم بن راشد من الشخصيات البارزة في التاريخ العماني الحديث، وكان له دور في درء الفساد الديني والاجتماعي والسياسي الذي حل في عمان في تلك الحقيبة الزمنية، ومثل هذه الشخصيات ينبغي إبرازها لتكون منارة تستضيء بها الأجيال في سدفات هذا الزمن الذي طغت فيه الأفكار الهدامة وأبرزت فيه القدوات الساقطة. ومواجهة العقبات في رحلة البحث أمر لابد منه، وكحال أي باحث واجهتني مجموعة من العقبات، وأهم تلك العقبات قلة المصادر والوثائق والدراسات التي تناولت شخصية الإمام سالم، ولعل الوثائق موجودة ومتوافرة في الخزانات، إلا أن الذي استطعت الوصول إليها قليل جدا مقارنة بالوثائق التي تتعلق بخلفه الإمام محمد بن عبدالله الخليلي؛ لذلك جاء البحث مختصرا وهنا أوجه دعوتي لكل من يستطيع أن يعينني بوثائق تتعلق بشخص الإمام سالم بن راشد أن يتواصل معي؛ لنستطيع إضافتها في نسخة قادمة، وله من الله الأجر والثواب.