ما أقسى الوطن حين يخذلنا! ما أقساه حين لا يقابلنا بذات الحنين إليه! ما أقساة حين ينكر أبناءه! ولا يأبه بهم، حتى لو تشردوا في سواه آه يا وطني.. ما أعجبك حين تكون أنت الوجع ومنك الوجع وإليك نشكو الوجع! مطايا الشوق رواية تاريخية تتقفى سيرة الأسلاف، والأشواق المتناثرة في دروبهم، هناك حيث يسير كلٌّ إلى غايته، منهم المشتاق إلى ضفاف وطنه، ومنهم إلى مرافئ قلبه، ومنهم إلى عرش أجداده، ومهما اختلفت الغايات، إلا أن دروب الوجع واحدة، فجميعهم ينزفون أعمارهم، وأحلامهم، حين ساروا تحت ديمة الأمل في رحلة البحث، فمنهم من يصل، ومنهم من تخونه أقداره. كما تسير الرواية أغوار القلوب، أحلامها، وإنكساراتها، في تلك اللحظة حين يحاسب الإنسان ذاته، ويختبر إيمانه، وصدق معتقداته، ليكتشف حقيقته عند نهاية الطريق. صراعات وخيانات وتناقضات، تجتمع في ملحمة سردية مليئة بالأحداث والتشويق، يقدمها لكم الكاتب؛ على أمل أن تشرق بها قلوبكم، وتزهر معها أرواحكم.
كتاب "مُطارحات في قضايا الشك والإيمان" وهو تأليف شبابي جماعي هو الأول من نوعه محليا ووطنيا في هذا المجال، استغرق إنجازه مدة عامين بتوفيق الله. بعدما طفت على سطح مجتمعنا المحلي؛ مناقشات -وربما مهاترات كلامية، لا سيما على صفحات ومجموعات الفيسبوك- في الإلحاد والتشكيك في المسلمات والمقدسات، فرأينا أن العلاج يكمن في الكتابة العلمية الجادة لأنها ضابطة وكفيلة بإحداث نقلة نوعية في الوعي العام. أعمال الكتاب توزعت على ثلاثة أقسام: المقالات، المراجعات، الدراسات، ملحق بآراء الشيخ بيوض في الإلحاد، وتم عرض الأعمال على لجنة علمية من أساتذتنا الفضلاء للقراءة والتقييم.
إن المعتمد الأول للإباضيّة في الحديث النبويّ هو مسند الإمام الرّبيع بن حبيب الفراهيدي (ت: حوالي 175هـ)، وبالتالي فهم يقدّمونه على ما سواه من مدوّنات الحديث النبويّ الشريف. ولكن بين الحين والآخر نسمع من البعض ما يشكّك في صحّة هذا المسند، وينفي نسبته إلى الإمام الرّبيع، ويدّعي نسبته إلى الوارجلانيّ مرتّب المسند (ت: 570هــ)، بل هناك من يدّعي إنتحال الإباضيّة المتأخرين لهذا المسند. لذلك ينبغي إجراء بحوث على المصادر الإباضية ما قبل القرن السّادس الهجريّ، التي اعتمدت هذا المسند كمصدر من مصادر الحديث النبويّ الشّريف، وقد اخترت لهذه الدراسة واحداً من أهم المصادر الإباضيّة - قديماً وحديثاً - وهو كتاب "الجامع" للإمام ابن بركة المتوفّى حوالي سنة 362هــ. وكان إختياري لجامع ابن بركة لمِا يمتاز به عن غيره من الجوامع المؤلفة في تلك الفترة من إستيعاب لأهمّ المسائل، والإستدلال عليها ومقارنتها بما عند غير الإباضيّة، ووجود الكمّ الكافي للدّراسة من الأحاديث النبويّة، حيث تبيّن أنّ في الكتاب نحواً من 800 حديث منسوب إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، ونحواً من 300 أثر منسوب إلى من هم قبل الرّبيع من الصّحابة والتّابعين، ونحو ربع تلك الأحاديث والآثار من أحاديث مسند الرّبيع.