أشعلت سراج الأمنيات من جديد فلم أجد غير ظلمة تقيم على بعضها.. حاولت أن ألملم بقايا أوراقنا المنثورة لكنها الريح حملتها بعيدا.. بعيدا. وظل الليل مقيما في الذات إلى الأبد.
هذه أحرف صاغها بناني وترجمها عقلي وبياني ممزوجة بخالص الحب والتفاني لمن لهم في القلب أزكى المعاني. قد تتناثر حروفي هنا وهناك لكنها تجتمع على حب الخير وتتآزر لتنتج ثمرة في شجرة العطاء ، وقد لا ترقى لمستوى من ارتقت همته فوق الثريا. فليس كل من أمسك القلم كاتبا ولا كل من سود الصحائف مؤلفات ولا كل من أبهم تعبيره فيلسوف ولا كل من سرد المسائل عالما ولا كل من تمتم بشفتيه ذاكرا ولا كل من تقشف في معيشته زاهدا...
كتاب (لو كنا نقرأ) هو مقالات وقصص وخواطر ومقولات وحوارات تدور حول القراءة والقارئ والكتابة والكتاب والكاتب. مواضيع قمت بجمعها -بعد أن اختصرتها وشذبتها- من خلال قراءاتي للكتب والصحف والمواقع الإلكترونية لسنوات طويلة. فقد كنت أحتفظ بأي موضوع قرأته ووجدت أن له علاقة بالقراءة أو مشتقاتها، ومع مرور الوقت تجمع لدي عدد لا بأس به من هذه المواضيع، فوضعتها في هذا الكتاب الذي بين يديك. وقد جعلت كتابي منوعاً، لكي لا تشعر بملل وأنت تقرؤه، أنقلك فيه من قصة إلى مقولة إلى خاطرة إلى حوار، إلى مقالة. أرجو أن تجد -أخي القارئ- المتعة والفائدة وأنت تتجول بين صفحات الكتاب.