قراء المعرفة


مكتبة قراء المعرفة

رتب بـ
العرض في الصفحة

لعنة الأمكنة

شيء غريب يقترب مني، يخرج من الظلام، لا أميزه، جسده كالثور، أذناه مشعرتان، عيناه صغيرتان كعيني قط.. وهو يقترب مني كثيرًا، وأنا أرتعد.. أتصبَّب عرقًا؛ إنه.. لا، لا، أرجوك، لا تقترب مني، انظر إلى الخلف، يا إلهي!، هاوية سحيقة تحتي.. وهو يقترب مني، يد كبيرة تخرج من فمه، تنتزع لساني، يسحبها حتى تتدلَّى على صدري. دم أحمر متخثر يخرج من أنفي؛ إنه.. يسلخ جلدة رأسي.. آآآه. حلقي يتشقق. يغرس أظافره في محجري عينيَّ، يخرجهما.. أسحب جسدي إلى الخلف.. آآه، إني أسقط. يرتطم رأسي بحجر كبير، وأنا ما زلت أسقط، أسقط.. آآآآه، بلا نهاية، أحس أني سأرتطم بالأرض... سأرتــــ ط ... آآآآآآآآه ...
2.500 ر.ع.‏

لعبة مصائر

قال له صديق قديم كان يزوره في نهايات كل أسبوع: عليك أن تغير مكان إقامتك، مثلك ينبغي ألا يسكن هذا المكان المتهالك. يدرك هارون الرشيد أن هذه البناية التي تقع على ضفة شارع الفراهيدي قبالة مسجد السلطان قابوس في روي، ما عادت تتحمل أمثاله. إنها بناية تئن تحت وطأة الروائح الزنخة القادمة من وراء البحار! يدرك أن لديه القدرة الآن على أن يختار المكان المناسب الذي يريد، لكن المكان المناسب هو هذا المكان، فشقته هذه تذكره بأن احتمالاته ما زالت غير مضمونة تماما، كما أنها تحمل ذكريات لا يريد الاستغناء عنها، ذكريات صاخبة جدا، ذكريات أغلبها حلولا مرارة فيه. قبل عدة سنوات فقط كان جرس الباب سيصدر نغمة مألوفة له، سيبتسم حينها، ويفتح الباب. ها هي غرايس تطل من خلف الباب، تطل بهيةً نظرةً، مملوءة بالحياة. ستقول له: أي ميس يو! سترتمي في حضنه قليلا، وتهديه قبلةً عاشقة، قبل أن تعاتبه لأنه لم يتصل منذ يومين.
4.500 ر.ع.‏

لست أعرفني

"لست أعرفني" قصائد في الشعر النبطي تتخللها نصوص فصيحة للشاعر محمد سالم المسلمي، تغلب عليها حضور الأنثى عتابًا واشتياقًا، ومساءلة الزمن، والمصير، والأصدقاء، والأرض. يقول في نص "حلم السراج": "لا صرت أنا ذاك الضرير اللي عشق حلم السراج، والريح تعصف في ضلوعه أسئلة وانتي الطريق، أبسألك وانتي الربيع اللي ذرا بعيني العجاج، وش هو نهاية عشق هذا الليل لاحضان الحريق"
1.500 ر.ع.‏