في مساء قائض من مساءات عام 1984 كنت أرقب حركة طائرة تحلق في سماء قرية شيدة، القرية المستكينة بهدوء ودعة أسفل سفوح ثلاثة جبال شاهقة، أين يمكن أن تذهب هذه الطائرة في مساء مسكون بحكايات السحرة والمغيبين وأصوات هوام الليل التي يتردد صداها في هذا السكون الموحش.
لا يعلم الجميع عن حقيقة الطفل الذي يسكننا، بل يتجاهلونه ولا يظهرونه إلا للأشخاص القريبين منهم، هل تعلمين أن تحملين بين أضلعك طفلة جميلة؟ هي من تساعدك على الكتابة والإبداع، أرجو حافظي عليها ولا تقتليها، هي من تردك الأصلك الطيب، للبراءة التي تسكنه أنت عفوية جدا، للحد الذي أراك فيه طفلة، وأشعر تجاهك بمشاعر الأبوة أنت طفلة كثيرة الكلام، كثيرة الحركة، مشاكسة كثيرا، أنت تخافين أن تهدأ روحك يوما فتخفتين، وتنطفئين، أحبك يا طفلتي.
همسة في أذن الحياة التي نعيشها، ورسالة لتقلباتها، وتغيّر أحداثها، و تبّدل أحوالها، الحياة عظيمة جداً بكل ما يمّر فيها، حتى إنتكاستها وأحداثها العالقة رغم انتهائها، و عبراتها الماضية، والحاضرة، الآتية، بكل ما تحمله من مشاعر، وبكل ما تمّر به من اضطرابات، ومن عثرات، وهفوات تبقى عظيمة؛ لأنها الحياة ..