قراء المعرفة


مكتبة قراء المعرفة

رتب بـ
العرض في الصفحة

كائناتي السردية

أنا لا أتمنى غير يد / يد جريحة ، لو أمكن ذلك " قرأ بمرارة هذه الأبيات من نص للشاعر الغرناطي لوركا ، فكل ما كان يعوزه يد .. يد واحدة تعوّضه عن التي طارت في حادث سيارة ... لا يعي ماذا جرى .. ؟! كل ما لملمته شتات ذاكرته المتخبطة في تلك الليلة .. يد اقتلعت من جذورها لتطير بانفعال إلى الجهة الأخرى من الشارع ، كل ما يذكره هي أن تلك اليد عينها لم تكتف بالطيران، بل حين ارتطمت أرضا دهستها بقسوة مميتة عجلات سيارة لا مبالية .. غاب عن الوعي كما غابت يده إلى أشلاء متعفنة..!
2.300 ر.ع.‏

كائنات الردة

كان عمري خمس سنوات ونصف عندما نقلنا أبي في سيارة لاندروفر كبيرة مستأجرة من نطيد في وادي بني عمر إلى الردة. واليوم بعد نحو أربعين سنة أستطيع أن أزعم أنني كنت أحد شهود العيان على التحولات البعيدة لهذه القرية التي أضحت الآن مدينة شاسعة تشمخ بأنفها في الهواء، وتوزع نظراتها المتعالية والحنون على البشر، كل حسب انطباعها الأول عنه تغمز بعينيها في خفر كأميرة خارجة لتوها من حكاية أسطورية مغوية الناس، وجاذبة الشجر والحجر وملهمة الشعراء والأدباء، شرط ألا يكونوا من عشاق "طلایع صحم".
2.000 ر.ع.‏

كائن: فهم أفضل لضخامة التعقيد

"في كل لحظة، وبغية أن نبقى أحياء، يتحتم على خلايانا أن تعرقل على نحو متواصل، بل متصاعد، شيئاً يريد أن يموت. على الرف العلوي من خزانتي، وتحت زوجين من الجوارب الطويلة، تقبع كينونات مفزعة في صندوق بلاستيكي مهترئ. خلايا تكاثرية مدمرة لمريض يدعى آدم. مشهد تراجيدي مجمد على قطعة زجاجية رقيقة حادة الحواف. على مدى السنوات الماضية، ولغاية لا أعلمها، كنت لا أزال احتفظ بعينة آدم المشؤومة، إرثه الوحيد. إذا كان ثمة شيء آخر يمكن أن تقدمه إلينا تلك الكائنات القذرة غير المعاناة المروّعة والبؤس الإنساني، فهو التعريف الواضح للحياة عندما لا تكون هي الأصل، بل الموت".
5.400 ر.ع.‏