أحب قنفوذ دحرجة بكرة الصوف، وحين وصل إلى وسط الغابة وجد أن خيوط الصوف قد تشابكت؛ فنظر حوله يطلب المساعدة من العصفور والقرد والفيل. فهل سينجح قنفوذ في أن يجد حلا لعقدة خيوط بكرة الصوف؟
لم أشأ أن تكون مجموعتي كتاب رثاء بالمعنى الضيق للكلمة، بقدر حرصي أن تكون سرداً لعلاقة مودة ورحمة مع رفيقة قاسمتني حوالي عشرين سنة بحلوها ومرّها، من جانب، ومن جانب آخر تكون ساحة لتأمل الحياة من خلال ثيمة الموت، وأسئلته الكبرى التي عجز المفكرون والفلاسفة وسائر البشر عن وضع إجابات لها، فظلت مفتوحة. ولم أتوقّف عند تلك النصوص، فخلال مراجعاتي، وتأملاتي، وجدت نفسي أعود منساقا إلى أوراق قديمة وجدت فيها بذور إحساسي بفقدانها، رغم إنّ حياتنا لم يكن ينغّصها شيء، لذا استدعيت تلك النصوص من مخابئها في تلك الأوراق التي نشر بعضها، وأضفت إليها نصوص ما بعد الفقد، لأخرج بهذه المجموعة وفاء للراحلة، واستمراراً افتراضياً، لمسيرة حياتنا المسكونة بالكثير من الذكريات الجميلة التي عشناها سوية، فأضحت وقودا يدفعني إلى عوالم متجددة في الكتابة، والحياة، والنظر للمستقبل.
أنسل من أضلعي .. قلبا بك اتقدا .. أعود للطين، للماء الذي ارتعدا...! .. كون من الصمت .. يغشانی فأسكنه .. وأعبر الكون بالصمت الذي احتشدا...! .. نحن العروج .. إلى الإشراق ندركه .. في بسمة الطفل، في الشوق الذي اتقدا...! .. أيسكن القلب .. في الأعراف منزلة؟ .. ما بين خوفين يقضي الغي والرشدا...!