هذه السطور المسطورة هنا، لا تدعي محاولة فهم أبعاد عظمة السيدة الزهراء (سلام الله عليها) ولا الإحاطة بأسرار شخصيتها، بل لا تزعم مقاربة أقل القليل من ذلك. إن هي إلا «قطوف» يمكن لأيدينا القصيرة القاصرة أن تصل إليها وتجتنيها من «دوحتها» الوارفة السامقة، وهي محاولة متواضعة للوقوف عند أبعاد محددة وملامح معينة مستفادة من سيرتها العطرة وشمائلها المحمدية الرفيعة، بقدر ما يمكن لعقولنا القاصرة أن تستوعب من مكانتها وشأنها.
يتخطى كتاب “قطرة المحو” فكرة كونه إصدارًا يتضمن عددًا من المجموعات الشعرية التي توثّق المسار الإبداعي للكاتب العماني زهران القاسمي، ليمثّل كنزًا لمجموعة من الأحاسيس الموغلة في الرمزية الهادفة التي لا تخلو من نفَس تراثي عميق يركن إلى لغة سليمة تغذيها موهبة شعرية وقّادة.