يجمع هذا الكتاب الأوراق التي قدمت في ندوة علمية نظمتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لقراءة التاريخ الاقتصادي لعمان، من خلال تجارة السلع التي كان لها دور في تنمية الاقتصاد العماني، ومن أبرزها البُن (القهوة) التي راجت تجارتها حتى جعلت لها سفن خاصة لنقلها، سميت "أسطول البن العماني". ومن بين السلع التي راجت عبر تاريخ عمان أيضا: المانجو والليمون والتمور حتى إن الليمون المجفف (اليابس) ما يزال يسمى في منطقة الخليج بالليمون العماني. أما التمور فكانت تفرض عليها ضريبة محددة من بين البضائع المصدرة من عمان، وهذا دليل على رواج تجارة التمور في عمان. وفي ما يخص اللبان، فقد كان يطلق عليه "السلعة المقدسة"؛ نظرا لارتباطه بالمعتقدات والأساطير، وهناك أدلة على أن الملكة الفرعونية "حتشبسوت" جاءت إلى ظفار للحصول على اللبان. وقد أرخ لهذه الرحلة في معبد الدير البحري بمصر. ورغم أن القرنفل لم يزرع في عمان، إلا أن هذه النبتة أصبحت من أهم السلع المصدرة إلى العالم، وحلت تجارتها مكان تجارة القهوة وبخاصة في عهد السيد سعيد بن سلطان الذي استقر في زنجبار، وعظمت تجارته مع بلدان العالم آنذاك.
يقف قارئ هذا الكتاب، فيه، على مجموعة من الدراسات المتنوعة التي تنحو منحىً قرائياً تطبيقياً في الجانبين الشعري والنثري، قديماً وحديثاً: ففي الشعر تكون البدأة من الشعر الجاهلي، ليتناول الكتاب قراءة قصيدة من قصائده من منظور حديث قائم على معطيات المدرسة التفكيكية وآلياتها القرائية التي شغلت الباحثين طويلاً واستأثرت تكثير من جهودهم، وإن كانت في معظمها نظرية، لا تقرب التطبيق إلا لماماً. ثم ينتقل الكتاب إلى الشعر الحديث، في سلطنة عمان تحديداً، ليدرس ديوان الشاعر السيد هلال بن بدر البوسعيدي، في سياق موضوعة محددة فيه، هي موضوعة "الاغترب" بما فيها من أبعاد وآفاق متنوعة، تلتقي فيها الجوانب المضمونية والتشكيلية معاً، منصهرة في بوتقة الرؤيا التي ينطلق الشعر منها ويقوم على أساسها. ولا يمضي الكتاب بعد الشعر إلى النثر مباشرة حتى يقف، في مرحلة برزخية، على دراسة تحاول أن تتبع "الشعرية" الكامنة في لغة قصة قصيرة من قصص الأدبية المعروفة غادة السمان. وبعد البرزخ، يحين وقت النثر الأدبي، قديمه في البدء، فيدرس الكتاب فن المقامة عند الحريري، محاولا البحث عن صلته بالفن القصصي الحديث، حتى إذا نال منه وطره انتقل إلى الفن الروائي الحديث ليقارب منه روايتين معروفتين لأديبين شهيرين، هما "ثرثرة فوق النيل" لنجيب محفوظ، و"شرق المتوسط" لعبد الرحمن منيف.
لقد رأيت الساحة ممتلئة عن بكرة أبيها، وهي تعج بالكثرة من الكتّاب منهم من سبقني في الكتابة ومنهم من لهم أعمال أدبية ومع ذلك أرتأيت الخوض في غمار الكتابة كي أصل إلى الهدف الذي رسمته لنفسي، ومع يقيني التام أن ذلك ليس من السهل حيث عليّ اجتياز كثير من العوائق التي سوف اصطدم بها لكن ذلك لن يثنيني عن ذلك كي أصل إلى مراتب القمة.