وكنت إذا ما عبرت حروف المساء تذكرت أمي طويلاً أرتب في راحتيها اشتياقي تقول إذا أذن الغيم صيفاً لأفق المسافر: "ولدت كما يولد الأنبياء" فقيراً.. يتيماً وترعى الشياه".
وجهني بقصة .. كتاب يعالج بأسلوب تربوي الممارسات الخاطئة التي يقوم بها المربون مع أطفالهم ويصوب تلك الممارسات من خلال عرض الموقف السلبي وطريقة العلاج، مشفوعا بقصة توجّه السلوك السلبي للطفل كالشتائم والصراخ، والتصرفات العدوانية ليغدو ذلك السلوك إيحابيًا، بفضل القصة الموجهة. تقول الكاتبة ميمونة محمد البلوشي في مقدمة الكتاب " في ظل الواقع الذي نعيشه، والذي قد يؤثر سلبًا على تنشئة جيل ذي قيم أخلاقية عالية، فإن الوالدين يواجهان تحديات كبيرة، للخروج بطفلهما من وحل السلوكيات الأخلاقية". هذا الكتاب هو اليد الذي ستنتشل الطفل من ذلك الوحل.
تدور معظم القصص في مجموعة “وجه رجل ميت” للقاص العُماني أحمد الحجري، في جو غرائبي تتكثف فيه الرؤى فيكتنفه الغموض حيناً، وسلطة الرمز حيناً آخر. وتزخر القصص التسع داخل المجموعة الصادرة عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن”، بأشكال متنوعة من النهايات غير المتوقعة التي تحاول أن تولّد مزيداً من الأسئلة، وتفتح المجال أمام احتمالات كثيرة قد يؤدي إليها السرد. جاءت المجموعة في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، وكُتبت قصصها خلال مدى زمني متطاول يمتد بين عامي 2007 و2019. وتنوعت فيها الموضوعات، ما بين الرؤى الفلسفية، والقضايا المحلية المستمدة من طبيعة الحياة الريفية وشبه الحضرية في عُمان. وتبرز فيها الطبيعة العُمانية التي تحضر بوصفها خلفية لمعظم المشاهد والحكايات داخل المجموعة. ووظف الحجري كذلك فنوناً أخرى داخل السرد لخدمة موضوعات المجموعة، كالفن التشكيلي، والسيرة والمذكرات. وجاءت اللغة مقتصدة في تعابيرها، محايدة في أحيان كثيرة وتقف في مسافة متساوية بين القارئ والنص.