يأتي هذا الكتاب في مجموعة من المقالات تهتم بمواضيع كثيرة عن الوطن والمواطنة وكيف لنا جميعاً أن نحب وطننا العزيز وكيف نقدم له ما نستطيع للعمل على تقدمه ورفعته بين الأمم، كما تمس بعض القضايا جوانب من حياة المرأة اليومية وهمومها الأسرية والاجتماعية، والعمل على تقديم النصح والإرشاد للفتاة والمرأة على حد سواء. كما تتناول المقالات قضايا اجتماعية ووطنية تخص الشباب وحياتهم وكيف يمكن أن نقدم لهم يد العون ليكونوا أبناءً مخلصين لوطنهم ومجتمعهم متحلين بأرفع الأخلاق النبيلة، وقضايا أخرى متنوعة. تأتي هذه المقالات من كاتبة مخلصة محبة لوطنها فهي (ابنة الوطن) كما تصف نفسها، وكما تحب دائماً أن تقدم نفسها بهذا الاسم والذي عرفت به في الأوساط الأدبية والاجتماعية.
سعدتُ كثيرا بإقبال الشّباب على الطّبعة الأولى، والّتي سارعت على النّفاد، رغم بساطتها، وقد جاوزت المجتمع العمانيّ إلى الوطن العربيّ، بل وبعض شباب المهجر، فأعطاني شيئا من الأمل من وجود خيط أفقيّ واسع في تجاوز مرحلة التّطرف إلى مرحلة التّعايش والبناء، كما سرني العديد من القراءات ومنها نقديّة على الكتاب، وبما أنّ العديد من الجوانب جدّت في المجتمع العربيّ والإنسانيّ عموما، والعديد من الجدليات المتعلّقة بالتّطرف طُرِحَت وكتبتُ حولها في مناسبات وصحف مختلفة؛ ارتأيتُ أن أضيفها إلى الكتاب في هذه الطّبعة، والكتاب عبارة عن مقالات وقراءات وانطباعات لعلّها تساهم ولو بصورة بسيطة في رفع التّطرف، والانتقال إلى الإحياء والبناء تحت ظلّ التّعارف والتّعايش والتّسامح والمحبّة بين البشر جميعا.
“يمر العالم العربي خصوصًا والإسلامي عمومًا بحالة ازدواجية بين خطاب مثاليّ يسمعه، وواقع سيءٍ يعيشه، من هنا كانت العديد من الوقفات والمراجعات في داخل المنظومة الفكرية ذاتها؛ لأن إصلاح البيت من الداخل أولى من التلميع وإظهار الصورة المشرقة من الخارج، بينما الأول يعاني من علل لا بد أن نقف عندها أولًا. ومن هذه العلل علة التطرف والإرهاب التي حاول البعض جعلها لصيقة بالإسلام، بينما حاول تبرئة الأمم الأخرى منها ولو حدث عندهم أشد وأطغى مما يحدث بيننا، ومن داخل نصوصهم!! وفي القسم الأول الذي يعنى بماهية التطرف، قال: “التطرّف يعتبره العديد من الناقدين بأنه نسبي، فما تعتبره أنت تطرفًا قد يعتبره الآخرون وسطًا وحقًا مشروعًا، فيحدث التضارب في فهمه وإسقاطه.”