انتهت كافة سرديات الخوف القديمة، وأصبح الإنسان نداً للقيود الاجتماعية والدينية، وأمسى النور شعلة أمام الظلام الدامس الذي خرجعلى مضض عبر ثقوب التاريخ، ليخلق بروميثيوس في قلب كل حر متعطش للحياة، واقفا ومعتداً بعقله في مواجة زيوس، الإله، الذي أبى أنيحمل بروميثيوس شعلة النور للإنسان، ليبصر وتنقشع سحابة الظلام، فتجرأ الإنسان وأعلن موت الإله وولادة إنسان حر . وأمسى سيزيفالآخر حراً، بلا صخرة عصية على الإنحدار والفتك به، حراً يلقن زيوس درساً في الاستمتاع بعقاب نضالي وصراع وكفاح يكمن في القمةوالمرتفعات تمكن سيزيف وبروميثيوس من التغلب على الإله زيوس، الأول بشجاعته، والآخر بمكره ودهائه.
لم تجد عطرا يوازي رائحة عرق زوجها النفاذة. تلك كانت مشكلتها منذ البداية، ومنذ الرجل الأول الذي استدرجها عطره وأزكمها بعوالم نفاذة من السحر. راحت تبحث بين رائحة الكثير من الرجال وتفتش في عالم عطورهم، لا تدري حبا أو كرها لزوجها ورائحته، استسلمت وتهاوت دائخة في أحضان الكثير من الرجال، لا تدري هل لتهرب من رائحة زوجها أو لتجد شبيها لها. لقد كانت جميلة جمالا باهرا، كما كانت في نفس الوقت حلما فائضا عن الحد، على الأقل بالنسبة لصياد سمك أصاب بعض الغنى بعرقه اليومي.