هنا نحتاج إلى المعنى الرمزي للمكنسة، لنسقطه على واقعنا الإنساني الـ"معقد" لذلك نحتاج إلى مكانس كثيرة، لنكنس بها العوالق المترسبة في أعماقنا، تحتاج إلى مكان بألوان سوداء الممكن الحسد والحقد والغيرة ونحتاج إلى مكان بألوان زاهية؛ لكن بها النفاق وسوء الأخلاق، والابتدال المعروض على الأرصفة، ونكنس الوجوه الملونة، والنفوس المتصيدة في الماء العكر، وتحتاج إلى مكان مصنوعة من الحديد الصلب لكس العوالق الصدئة التي ران على قلوب أصحابها الدرن والقسوة. أنواع كثيرة نحتاجها من الـ"مكانس"، فالمشكلة جد صعبة، وجد معقدة، فهي متعددة الأشكال والوجوه: كما هي المكان التي نراها في محلات البيع.
في هذا الكتاب غصت حتى وصلت إلى قاع المجتمع وسبرت أغوار أطيافه المختلفة غنيهم وفقيرهم مريضهم وعليلهم عالمهم وجاهلهم، فتلمست الفرح داخل كل فرد من هؤلاء ورأيت من اكتمل فرحه ومن اكتمل حزنه ومن هو بين هذا وذاك وعلمت أن أسوأ هؤلاء حظا هو من لم يكتمل فرحه بعد.طفولة تبحث عن فرح لم يكتمل، ومريض يبحث عن أمل عند طبيبه ليبقيه قريبا من الفرح، ومعاق يأمل في تخطي صعوبات الحياة وتحدياتها ليرسم درب للأمل وللفرح، ووباء جاء الى الأرض لينسيها الفرح وينشر بدلا منه الحزن لكن عزيمة أهلها بدلت الحزن الى فرح وان لم يكتمل بعد، وأسماء شعرنا بحزن عليها غادرت دنيانا بعد أن كانت تنشر الفرح بيننا.
"تقول الرواية أحيانًا ما لا يقله التاريخ". رواية ( فتنة العروش) أول سرد أدبي يميط اللثام عن أحداث تاريخية كثيرة في حياة ملوك النباهنة بشكل عام ويضيء سيرة الملك الشاعر سليمان بن سليمان النبهاني بشكل خاص.