عندما وصفه الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي بأنه "راهب متبتل في حب اليمن والثورة العربية". وضع إصبعه على العصب الحساس في شخصية الدكتور عبدالعزيز المقالح. فهو راهب في هدوئه.. لا تكاد تسمع صوته، عندما يتكلم يهمس ولا يتفوه بأكثر من جملتين قصيرتين الا اذا تكلم في الثقافة. وهو راهب في بساطته وتواضعه. هو عبدالعزيز المقالح الشاعر الكبير والأكاديمي والناقد الذي أخذ من الشخصية اليمنية بساطتها وعمقها التاريخي ومن الشخصية العربية كرمها ورفعتها ومن الشخصية المعاصرة حضارتها ومن شخصية الشاعر شفافيته وحساسيته.
في فجر السابع من يناير عام 2015 قُبِضَتْ روحي عندما كنت نائماً في بيتي في يداب، إلا أنني لم أنسلخ فوراً من إهاب هذي الحياة، ربما بسبب ما عانيته من الوحدة في السنين الخمس الأخيرة بعد رحيل زوجتي تقوى، حيث لم يكن يطرق بابي أحد وأبنائي - بسبب أسرهم وأعمالهم ومشاغل حياتهم- يزورونني في الأحايين، ويهاتفونني مرة كل أسبوع وآخر، لذلك لم يعلم بموتي أحد، وبرغم فيض السعادة المفاجئ الذي غمرني تشوش عليَّ ما صرتُ عليه بعد مفارقة جسدي الدنيوي، فقد كان جسدي الأثيريُ يطفو فوق فضاء غرفة نومي، وأصبحتُ أرى بوضوح لم أر بمثل شدَّته وصفائه من قبل، وملأني شعور متصاعد من الحب والفرح والسلام.
في (عاشق القمر) نجد أن كتابة القصة القصيرة عند الأستاذ خليل خميس تقدم نفسها للقارئ بسيطة وسلسة ومحملة بالمعاني الكبيرة التي قد لا يتحملها کاهلاها الصغيران، ومع ذلك تناضل ببسالة لتقوم بهذه المهمة الجسيمة.. إنها قصة تربوية، إن صح هذا التعبير، لا يهمها فعل القص كهدف بحد ذاته، بل تتخذ منه وسيلة التبليغ رسائل تختلف أبعادها من قصة إلى أخرى، لذا نجدها تحاول جاهدة مطابقة الواقع في تنوعه وتناقضاته، وكأنها مرآة صقلية ينعكس عليها سلوك الناس وأفكارهم وهمومهم وانشغالاتهم. إنها -بمعنی ما- قصة ملتزمة تؤمن بالهوية وتعض عليها بالنواجذ، وتجد أحيانا في التاريخ داعما قويا لهذا التوجه الذي ارتضاه الكاتب لبعض قصصه من خلال استلهام بعض أحداثه.