لم تكنْ قِصّة الحبّ التي جمعَت بينَ “علي” و”طفلة” قِصّة عاديّة؛ ذلك أنّها كانت شاهدةً على فترة تاريخيًة مهمّة، هي السنوات التي وُلدت فيها عُمان الحديثة، وعادت بعدَها لتتبوّأ المكانة التي تليق بتاريخها وثراثها الحضاريّ. تجري معظمُ الأحداث في ظفار، وفي عاصمتها صلالة بالتحديد. في تلك المدينةِ الجنوبية التي كانت معزولة عن العالم نشأَت “طفلة” وأحبّها علي. وحولَ قصة الحبّ هذه نسَجَ خالد الشنفري خيوطَ روايته، فأخذَنا معه أخذاً شيّقاً إلى عادات أهلِ صلالة، وإلى ملامح تُراثهم. وقدّم لنا معجماً هائلاً من المفردات المحليّة التي شملَت جوانبَ الحياة الشعبيّة هناك في ستينيّات وسبعينيّات القرن العشرين. وأرّخَ كذلك للأحداث السياسيّة التي شهدتها تلك السنوات، وللصراعات التي انتهت بمولد عُمان الحديثة. “طفلة” عمل فنيّ جميل، ورواية معرفيّة دسمة لا غنى للمثقّف العربيّ عنها.
أعتقد أن كل طفل في العالم هو طفل "طبيعيٌ" بطريقته الخاصة، وأن المسمى والتشخيص لم يوضع إلا لمساعدة الآخرين على فهم تطور الطفل وما يمر به، وبالتالي المساعدة في دمجه وتأهيله وتعليمه بما يتناسب مع اختلافه. لم أعد اليوم -كما كنت سابقا- أبحث عن طفلي "الطبيعي" الذي اختفى وراء شبح التوحد حين أكمل الثمانية عشر شهرًا، فالتوحد "ليس شيئا يملكه الشخص أو يصاب به، إنما هو طريقة ونمط حياة". سنكلير (1993م) زهراء حسن
يهرب سالم من أبيه الصارم ومشيخته في «وادي السحتن» إلى «الإمبراطورية الصغيرة» حيث الأرض التي سقطت بين ثلاثة جبال «وادي عدي»، ليجد فيها ملاذه ومستقره، بينما قرع الطبولِ لا يفارقه. إنها طبول الهرب والجوع نسمعها خارجة من أحشائه، إنها طبول الطموح والأمل، مصحوبة بالمجهول والمرتقب، وهي تعلو وتبطئ وتسرع على هدي هذه الرحلة الروائية البديعة التي ينسجها الروائي العماني محمود الرحبي بإيقاع تخييلي وتوثيقي، مازجاً الأغاني الشعبية بالصلوات، والتمائم بدخان السجائر، والرغبات الصاخبة بهدير مكيفات الهواء.