هكذا فجأة، استيقظت لأجد نفسي أمشي في شوارع رام الله، وأجوب الخليل ونابلس وبيت لحم. وفي صور أخرى أقف عند قبة الصخرة وأصلي في بيت المقدس، وهنا في صورة ثالثة عند منبر صلاح الدين الأيوبي داخل الحرم الإبراهيمي، وأقطف الزيتون، وأعيش حصار أبودیس، وطلقات الرصاص، وتهجير شعب من وطنه، واستفزاز المستعمرين، وقطع الطريق، وأقف عند الحواجز، بغية الوصول إلى الجهة الأخرى من المدينة. كل هذا الوجع، لا يساوي شيئا، أمام فرحة أم بخروج ابنها الأسير بعد ثلاثين عاما من الإذلال في زنازين الاحتلال، أمام رقصة فرح تشعر فيها أنك إنسان آخر، غير الذي تعرفه. أطلق ساقي للريح، أحاول أن أهرب من واقعي، فاصطدم بمرارته في غدي الآتي.. فالأم التي فرحت بعودة ابنها الأسير، اكتشفت أنها وقريتها، تعيشان في الأسر، وتقبع في سجن بداخله سجن أكبر.
هذا الكتاب عبارة عن مقالات صحفية نشرت في جريدتي "الشبيبة" و"الرؤية" العمانيتين، خلال فترة هامة من تاريخ الأمة العربية، خاضت فيها إسرائيل أربع حروب ضد المقاومة العربية، كانت الأولى عام 2006، على حزب الله اللبناني، فيما كانت الحروب الثلاث الأخرى على غزة، أعوام 2008، و2012، و2014، على التوالي. وقد جاء اختياري لهذه المقالات، لأني اكتشفت - بعد مراجعة الكثير من المقالات التي كتبتها في الصحيفتين، إضافة إلى بعض المقالات التي كتبتها في -مجلة الفلق الإلكترونية-، أن القضية الفلسطينية احتلت نصيبا كبيرا من تلك المقالات، وذلك يعود إلى سبب أساسي؛ هو أن جيلنا كان قد تربى على الإيمان بأن القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين الأساسية، ومن مبدأ آخر هو أن من ليس مع المقاومة فهو -ضمناً أو حتما- هو ضدها، وأيضأ إيمانا بالمبدأ الذي قاله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
من أعماق الحسرة آتيك منكسراً.. فأنا اللابق من الجحيم غيابك إلى شقاء حضوري وأنت المنعقدة عليها أمنياتي حتى النزع الأخير.. وعدتك ذات مساء بنشر تماتمك وها أنا أفعل.. فشكراً الثعابين حبك التي لم تكن سوى كيد ساحر..!
غضب مسعود حتى بدأت يداه ترتجف. لقد كانوا على بعد أمتار قليلة من دخول جنة من جنان الله هنا. لقد كانت يد الله ترعاهم. أخرج إبليس آدم من الجنة، وهذا الملعون مثله أخرج أبناء آدم من الجنة أيضا. تتلألأ دموع عصية النزول في عيني مسعود. يحاذون حجر إسماعيل. كل الذي كان يردده مسعود: لقد رأيتك مرة واحدة فقط، ولم يقدرك حق قدرك أحد...
”بدرية الشحي هي أول إمرأة عمانية تكتب الرواية بمفهومها الفني والحرفي بل يمكننا القول أن رواية( الطواف حيث الجمر) هي العمل الروائي العماني الأول بالمفهوم الأدبي الإحترافي.” فاطمة الزهراء حسن شبكة أخبار المستقبل، 2013 “الرواية برمتها تطرح سؤالاً يتعلق بطبيعة الوجود العُماني في شرق أفريقيا: هل كان فتحاً أم غزواً؟ وهو سؤال له مغزاه، ويجيب عنه المكان ( أرض أفريقيا) بما يقع عليه من أحداث تنطوى على دلالات.” آسيه البوعلي المدونة،2011 ” الطواف حيث الجمر هي أول رواية لكاتبة عمانية. هي قصة كفاح امرأة للوصول إلى حبيبها الذي هاجر من عُمان إلى زنجبار، وبلغها أنه تزوج من إفريقية، وبدافع من الغيرة والتحدي للغريمة تكسر البطلة الأعراف العربية التقليدية وتسافر إلى تلك البلاد الغريبة بحثا عن حبيبها.” محمد ولد محمد سالم جريدة الخليج، يونيو2010 ” الرواية تزخر بتصوير الأماكن ووصفها وصفا دقيقا يجعل القارئ يشعر بأنه لا يقرأ مجرد كلمات وإنما يعايش مقيتة أحداث مقترعة بأماكن حدثت فيها.” شريفة اليحيائي مجلة نزوى، 2000
بعد العطاء الكلي الذي يستنفد في علاقة الأصل فيها كان الفراق لا يأتي إلا الحرمان الكلي، وكل علاقة تنبني على الحرمان هي ليست عادلة، لا تبدأ سريعا. سيجتاحك الفقد أكثر وهذا سيعلمك، سيفهمك. الم أندم على شيء كما ندمت على وقو السريع بعد كل نكبة! … أجب علي متى ما أردت، وفي الحقيقة لا يحزنني أن ترسل إلي رسالة كلامها محذوف بالكامل. أيها الطين لا تنس أنك أملك الوحيد، لكل الأشياء التي تستحقها : فليكن بعد ضلالك الإيمان.
بدأت العصافير المرتعشة تتابع يدي الأسد ذواتي المخالب والعروق النافرة، يدان تتحركان وتمسكان المعدن الذهبي للحزام الأسود. تفتحان المعدن الذي حرر الحزام من وسطه وتحول إلى أفعى، لف رأسها حول كف يده اليمنى. العيون الصغيرة ذبلت وقلوبها تحاول الطيران إلى بيوتها. مشى ببطء إلى آخر القفص، وبشكل مباغت وجّه ضربة قاسية إلى العصفور الذي كسر خوفه بالضحك. صرخ بحرقة، أما بقية العصافير فبلعت صراخها وطارت قلوبها أمامها. بعد ذلك سحبه من دشداشته ورمى به خارج الباب. تكور مثل حشرة مهروسة لا تستطيع حتى أن تئن. بعدها لمحه الجميع يمشي مطأطىء الرأس والجدران تتقاذف بكاءه. ازادد خوفهم مع كل دقيقة تزيد في أعمارهم. انتهت لعبة المرح وازداد خوفهم. ازداد وما زال يزداد حتى هذا اليوم.
ذاع صيت أبي مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي البهلاني بوصفه شاعرا مفلقا وعالما نحريرا؛ فهو شاعر العلماء وعالم الشعراء وقد انتشر شعره في ربوع عمان، وتلألأت قصائده في المهجر الأفريقي (زنجبار) الذي كان أرضا خصبة ليبعث لنا تلك الآثار الشعرية مخضبة بالحكم والمواعظ. لقد وقفت على الآثار الشعرية لأبي مسلم البهلاني فوجدت فيها لغة متدفقة ومعاني جياشة وأغراضا متنوعة وقد تنوعت آثاره الشعرية؛ فنجد قصائد دينية ومدائح نبوية وقصائد استنهاضية وقصائد في الحكم والمواعظ وقصائد غزل في أحيان قليلة.
السلسلة تتدرج في المستوى شيئاً فشيئاً حتى عمر 10 سنوات، صممت السلسلة لكي يتعلم طفلك القراءة والكتابة وبعض مهارات الحياة، لسلسلة مليئة بالمتعة والتشويق وحب الاستكشاف والمرح.
لقد حاولت في هذا الكتاب أن أقدم للقارئ الكريم مقاربة عميقة في موضوعها بسيطة في عرضها، كي تمكنه من إدراك ماهية لهذا الشيء الذي يسمى العقل، وكيف يعمل، وكيف ينشأ وكيف يترعرع وكيف ينضج وكيف يشيخ ومتى يهرم، وكيف يخلق الأفكار، وكيف يفهمها، وكيف يحفظها وينظمها ويستعيدها، وكيف تتطور الذاكرة، وكيف تتعدد مجالات الذكاء، وكيف يساهم الخيال في الإبداع، وماهية الوعي وأهميته، وكيف تتشكل القناعات، وما دور العاطفة في صناعة الأفكار، وما أهمية الحدس والإلهام والشك والفضول المعرفي والتفكير الفلسفي في الإبداع، وكيف تعاطي المفكرون الأوائل مع العقل، وكيف فهمه المتأخرون، وكيف يؤثر العقل في بنيتنا الأخلاقية وأشينا الإيمانية، وكيف يتم توجيه السلوك، وما هي القوى التي تمارس تأثيراً خفياً على العقل وظاهراً على عمله، وما هي الطرق التي يمكن أن ترتقي بنا من وهاد التفكير الاعتيادي إلى فضاء الحكمة والتفكير الاستثنائي.
هل يمكن أن يمد المستعمر يد الخير للبلدان التي سيطر عليها بطريقة أو بأخرى؟ وهل أسهم في تطويرها اقتصادياً أو إدارياً أو علمياً؟ أم أنّ الهدف الأساس لاحتلال بلدان آسيا وإفريقيا كان تحقيق المكاسب ونهب الثروات، بعبارة أخرى إنه يمد يد السلب والنهب وليس يد الخير. يؤكد الكتاب عبر الأدلة والوثائق أنَّ بريطانيا بدهائها السياسي المعروف، استغلت حمايتها لسلطنة زنجبار، وحققت مصالحها بالتدريج حتى أحكمت قبضتها على كل مناحي الحياة، فصارت قادرة حتى على تعيين السلطان وعلى إزاحته، وفرضت وصايتها الكاملة على أموال السلطنة، واستخدمت الذرائع الإنسانية لإحكام السيطرة على زنجبار سياسيا واقتصاديا. فصار الموظفون الأوربيون يشرفون على كل الإدارات وعلى الجيش والجمارك والشرطة والمحاكم والبريد، فضاعت سيادة زنجبار واستقلالها. أهمية الكتاب تكمن في كونه يفتح العيون والعقول على مرحلة هامة من تاريخ سلطنة زنجبار.
كيف كانت الأحوال السياسية في عمان واليمن في بداية القرن العشرين ؟ وما مدى تأثير هذه الاحداث في كل من عمان واليمن على علاقتهما ؟ وهل ثمة مشكلات حدودية بين الدولتين , وما مداها ؟ ألم يكن للاستعمار البريطاني دور فيما يتعلق بالحدود بين عمان واليمن وما هو الدور الذي لعبه اليمن في ثورة ظفار وما حجم المساعدات المقدمة للثروة وما نتيجة ذلك ؟ وما هي اسباب قيام الثروة اليمنية في شمال اليمن ؟ ما تأثيرها في عمان ؟ إنه دراسة أكاديمية جادة للعلاقات بين البلدين عربيين جارين في زمن طغى فيه التدخل الأجنبي في شؤون بلدان المنطقة كلها، وشهد فيها حرباً عالمية، وأخرى باردة لم يسلم بلد من آثارهما في شؤونه الداخلية والبينية مع البلدان الأخرى القريبة والبعيدة.