وأما في العصر الحديث فقد فتحت المدارس والجامعات أبوابها للمرأة ؛ فأبدعت وتألقت بشكل واسع ومتنوع ، فبرزت في جميع مجالات العلم في الدين والعلوم والطب والفلك والرياضيات وغيرها فكن العالمات والمخترعات . وحاولت في هذا المبحث أن أبرز دور المرأة في عالم العلم والاختراع ، منذ عهد الصحابيات إلى عصرنا هذا ، وكان الهدف من هذا الكتاب تشجيع طالبات العلم المتميزات للمضي قدما في طريق العلم والإنجاز ، وإثارة همم من هن الاهیات بالطلاءات الخارجية ومتابعة ما هو جديد على صعيد الماديات دون الالتفات لمعدن الروح البشرية وغاية الحياة الداعية العمران الأرض.
المرء في صباه الأول يستمع إلى كثير من الأخبار والحكايات من أمهاته وآبائه فتمتلىء ذاكرته بالشيء الوافر منها ثم مع مضي الزمن وتقلبات الأيام ومع ازدحام الذاكرة بما يتراكم فيها من حوادث جديدة وأخبار متنوعة في مسار حركة الحياة الممتدة يبدأ تساقط تلك المعلومات وذهابها شيئا فشيئا وعندما يصل الإنسان إلى سن معين يكون أغلب ما وعاه في طفولته وشبابه قد تلاشى أو كاد ولا يظل منه إلا القليل.
وليحضنني أمانك يا الله كي تذوب مخاوفي، ويطمئِنّ قلبي، فإني أسألك الأمان والسكينة، فأنت رب كليهما. ان أنصح عن البعثرة المخبَّاةوسط صفحات الكتاب اللذي بين يديك، ولكن ليعلم قلبك بأنَّ هذه البعثرة قد حقَّنتُها لك من وريدي بالتحديد؛ رغبةً في ان يهدأ نبض قلبيقليلاً، وأبقى على قيد الحياة.
سلام على تلك الأرواح الطاهرة والأسماء الخالدة التي سجلها التاريخ بمداد من نور لتبقى "خير أمة أخرجت للناس" تلك كانت جولتنا في صفحات التاريخ حول بطولاتهم.. انجازاتهم.. عطائهم إنهم أرقام صعبة عبرت متن الحياة بالصبر والتجلد واتخذت من إيمانها شعلة متوقدة تنير لها عرصات الطرق وتقلبات السنين حتى سادت الدنيا برمتها وانقاد لها الشرق والغرب بالسمع والطاعة..
تُعَدّ بندر عبّاس أحد أهمّ الأقاليم الخارجيّة التي اعتمدتْ عليها حكومة مسقط خلال القرن الثّامن عشر الميلاديّ، وكانت تابعةً لعُمان بحكم المنفعة والاستثمار المتّفَق عليه مع البلاط الفارسيّ. لقد أخذت بندر عباس بُعدًا سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا من تاريخ عُمان وكانت اعتبارًا رئيسًا في هدوء أو توتّر علاقة عُمان بفارس، ولقد سعت حكومة مسقط للتمسُّك بحقِّها الاستثماريّ في هذا البندر الاستراتيجيّ إلى آخر لحظة، بيد أنّ الحكومة الفارسيّة كان لها رأيٌ مُخالف في مسألة الوجود العُمانيّ على أراضيها، إذ اعتبرته كيانًا أجنبيًّا يتوجّب اجتثاثه من مناطق سيادة دولة إيران الحديثة آنذاك.
يتتبع الباحث أحمد بن خميس السنيدي في كتابه هذا، ما تناثر في بطون الكتب مما يخص بني بوعلي في نسبهم، ومواطن انتشارهم، وجوانب التنظيم في حياتهم الاجتماعية والإدارية. ويجمع ما سطره المؤرخون عن هذه القبيلة، ويدون روايات كبار السن في ما يتعلق بكيفية اجتماعها على أمير واحد بعد أن كان أفرادها متفرقين متناحرين. ويتطرق السنيدي لما حدث في زمن كل شيخ من شيوخ القبيلة من أحداث سياسية أو قبلية، ومن أبرزها التعرض لمصالح بريطانيا في مياه بحر العرب، وما تلاه من حربين كان النصر في الأولى منهما حليف بني بوعلي. ومن أبرز الأحداث كذلك مسير بني بوعلي إلى مسقط ثلاث مرات؛ الأولى لمؤازرة السيد تركي بن سعيد عام 1871م، والثانية لنصرة السلطان فيصل بن تركي عام 1895م، والثالثة وفاء للسلطان تيمور بن فيصل عام 1913م.
الروايـة عالـم حـكـائي يصوغه الروائي، يتخطى فيه واقعا معيشا إلى عالم من الخيال، ضمن زمن لا منته يجعل القارئ يغوص في أنواع شتى من المتاهات التأويلية والدلالية. وتعد الشخصية الروائية عالما مبنيا بوساطة اللغة، ومنها تتكون الإحالات الدالة عليه موضحة بنيتها وتفاعلها. ولعل المجال الذي تصوره يزيد الأمر وضوحا وتقابلا، من خلال ما تملكه الشخصية من أهمية في الحكاية. يحاول هذا الكتاب الخروج قليلا عن الدراسة التاريخية للرواية العمانية، والتركيز على بعض جوانبها الفنية التي بها تتميز من خلال دراسة الشخصية وبنيتها الروائية، وما يعلق بها من عناصر تؤسس الخطاب السردي، وهو يتناول على وجه الخصوص التجارب الروائية لكل من: عبدالعزيز الفارسي، ومحـمـد بـن عـيـد العـريـمـي، وحسين العبـري، وجـوخـة الحارثي، وبـدريـة الشحي.
علم أصول الدين يعنى بتبصير المسلم بعقيدته وما يتعلق بالجوانب الإيمانية في حياته، وقد ترك العلامة السالمي في هذا المضمار مصنفين شهيرين هما مشارق أنوار العقول، وبهجة الأنوار - هذا الذي بين يديك - وقد تناول العلامة السالمي في بهجة الأنوار مباحث العقيدة بأسلوب وسط بين الإطناب الممل والإيجاز المخل، وساق في طواياه الأدلة والبراهين على مسائله المتنوعة، مع مقدمة ضافية في دلائل قيام الحجة على المكلف، وإلمامة سريعة بمباحث أصول الفقه التي تمس حياة المكلفين. وتتميز هذه الطبعة بأنها مقابلة على مخطوطتين للكتاب إحداهما معروضة على المصنف رحمه الله، كما أنها خلو من الأخطاء والسقط الذي سلف آنفا في مطبوعتي الكتاب. تجد في هذه الطبعة أيضا عزو النصوص إلى مظانها، وتخريج الأحاديث النبوية من أمهات السنة، مع تعليقات يسيرة توضح المبهم من مسائل الكتاب. فدونك كنزا من كنوز العلامة السالمي، وسفرا من أشهر أسفار العقيدة الصافية، في طبعة بهية تسر الناظرين.
هذا الكتاب يتناول الحديث عن الجنة التي أعدها الله تبارك وتعالى لعباده المتقين وما ينتظرهم من نعيم دائم لا ينفد ولا ينتهي، و قد عرضه أبوعبيد لنا بأسلوب شيق، وعرض ممتع لا يمل القارئ قراءته ولا يثنيه شيء عن إكماله. وقد صدق أبوعبيد حين وصفه في مقدمته بقوله: (هذا الكتاب الشريف الفائق المنيف الرائق الظريف)، فالكتاب قد تضمن كل هذه الأوصاف الرائعة وأكثر ولن يخفى ذلك على القارئ. وعمد أبوعبيد لتأليف هذا الكتاب كي يتقرب به العبد لربه ويشتاق من خلاله لجنته، فيطمح للجنة وما يقربه إليها من رضا الله تعالى عليه، يقول أبوعبيد في ذلك: «ترغيبا للعباد إلى الله، وشوقا إليه وتحبيبا له، وابتغاء لمرضاته، وتقرّضا لحصول نفحات رحمته في الدار الآخرة».
تترنّحان على حروفِ القلقلة فتهزّانِ يميني ويساري وتُبعثرانِ ليلي ونهاري فتسيرانِ بي تارةً إلى المسجدِ في أوقاتٍ غير أوقاتِ الصّلاةِ وتارةً إلى صومعةٍ أغسلُ فيها وزرَ سيفٍ قارعتُ به في منامي الرّيحَ ورفقائي من الأعرافِ؛
تكسر خطى الفتى محمد صمت القرية المخاتل، هذا «المكان» الذي يتفجر، تحت أقدامه، بالحكايات المتوارية خلف جدران البيوت وبين الأحراش وفي الوهاد، حيث تتشابك مصائر ابن الغجرية مع ابن المجنونة، فالعم صالح والوالي المتسلّط وغيرها من شخصيات ترنو إلى حياة عادلة فإذا هي محض سراب، وما من بوصلة سوى هذه المغامرة الجريئة التي يضعها بين أيدينا الروائي العماني أحمد م الرحبي كمن يسحب دلو ماء من بئر مظلمة، ليسقي عطشنا بسرد متدفق يجمع الرقص بالقيد، والغطرسة بالتوق للحرية، ونداءات الحب.
إنما الأهم مما يمكن قوله، هو ما يمكن للبيئة أن تفيدنا به، حيث إن ثلاثية الأخزمي الروائية لا تجعل من الصحراء موضوعًا لها، فهناك البحر بكل مداه، حيث يظهر أن التركيز على البحر هو أكثر حضوراً من الصحراء، وهناك المدن والبلدان والجبال أحياناً، وبذلك تبتعد هذه الثلاثية عن مجمل ما كتب انطالقاً من عالم الصحراء، أو عالم البحر، وهو ما نشاهده بسهولة في روايات عربية مختلفة، وللصحراء موقع لافت في ذلك، في كم وافر من الروايات العربية، حيث سلط الضوء عليها، في بنيتها المجتمعية والبدوية كذلك. في حال الثلاثية هنا، مجتمع الرواية أكثر حركية، وهو يصل ما بين الاثنين، وأكثر من ذلك، فإن مجتمعاً كاملاً يتم التعرض له، في المكاشفة الروائية، ومن خلال أسماء أمكنة، وباسم دولة كاملة، وكيف أن هذا المجتمع والذي تنمذج في السياق الروائي، تتسع دائرة علاقاته الاجتماعية والثقافية داخلاً وخارجاً، وأن نهاية الجزء الثالث، هي تجسيد لانفتاح محسوس على الخارج، وتبلور التحديات من الخارج، وما في ذلك من وجوب اليقظة لمؤثراتها.