الخواطر: النافذة التي أطل منها على الحياة، وأنظر إلى الأبد وما وراء الأبد، هي الماء الذي أشربه، والغذاء الذي أتناوله، والهواء الذي أتنفسه، والدواء الذي أعالج به سقمي، والبلسم الذي أداوي به جراح نفسي فالحمدلله الذي رزقني معبرا لفك شفرة آلامي التي لا يعلمها إلا هو. سهام
تجتهد المؤدبة (أفسار) في توجيه المير الصغير (قورش) إلى الفضائل عبر حكايات تسردها عن صراع الملوك قبل الميلاد، متأملة ان يكون لهما أثر في مستقبل حياته. ويفترق الاثنان، ويكبر الأمير فيصير (شاه)، ثم (شاهنشاه)، وتكبر معه مطامح الملك والسيطر والتوسع تحت شعارات من الفضائل. فهل تستطيع فضائل (أفسار) القديمة إيقاف فضائل (قورش) الجديدة؟
حين قرأت نصوص الشاعرة عواطف العامري لفت نظري هذا التدفق العفوي لأحاسيس الأنثى، فهي تترك مشاعرها تنساب على الورق دون تدخّل، وتؤكّد أنها تكتب استجابة لرغبة ذاتية غامضة، وتدوّن ما يمليه إحساسها لن تتوقّف عن الكتابة إلّا بعد أن تشعر أنّها سكبت على الورق أحاسيسها كلّها!، فهي أقرب ما تكون مكتوبة بوحي الفطرة، والموهبة فقط، ولا يوجد تصنّع، ولا تزويقات لفظيّة، فهي تشبه النصوص غير الموقّعة التي يقولها أشخاص لم يسمعوا بكتاب” فن الشعر” لارسطوطاليس، ولم يقرأوا “الشعر والتجربة” لأرشيبالد مكليش، ولم يحفظوا بيتا واحدا من المعلقات السبع، ولم يزنوا القول بـ”ميزان الذهب”!
يسود العالم اليوم كوراث مهلكة وحوادث مفزعة وأمراض مستعصية، وحروب مدمرة لا يهدأ ضجيجها ولا يخمد لهيبها ولا ينتهي مسلسلها، إلا أن يشاء الله رب العالمين، كلما عولجت منها فاجعة جاءت جائحة، وها هو العالم اليوم بأسره مفجوع بهذا المرض المعدي الخطير المعروف بإسم "جائحة كورونا"، قضى على آلاف البشر وهدد حياة الناس، ومصدر دخلهم ومعيشتهم وبسببه أغلقت المساجد وعلقت الجمعة والجمعات، ووقفت حركة التعليم والموانئ والمطارات، وهذه سنة الله تعالى في الأمم الغافلة عن الله المبتعدة عن تحكيم شرعه الفارقة في الملذات والشهوات المتنكرة الفضله ونعمه الناسية لشكره وحمده.
أساطير السحر في بلدتي تأخذ بعداً آخر غير البعد الذي ثار في ذهن ثريّا، قد يكون بعيداً أيضاً عن منطلقات العلم الحديث . حكايات من انتقلوا إلى عالم السحرة أو ما يطلق عليهم في البلدة «بالمغاصيب» أو «المغايبة» كانت متوارثة ومتجددة في البلدة وفي البلدات المجاورة. تلك الأسماء التي اتفق عليها الجمع من البشر الأحياء أتت من الغصب والغياب، وهي مصطلحات منطقية لأناس رحلوا عن الدنيا ظاهرياً وبقوا في العقل الباطن. إنه تاريخ من الخرافة المتأصلة إلى حد كبير في مجتمع البلدة، أو واقع نجهل كينونته حتى الآن.
رأيتُ من الموت ما يجعل.. الشعر تابوت معنى.. ولكنني ما أزالُ أصارعُ هذا الفناءَ.. بما في يدي من غناء.. وأعشقُ هذي الحياة إلى آخر السطر.. إلى آخر الشعر.. إلى آخر الحب دون رثاء.. وإن زارني الموتُ في آخر الأمر.. أكمل غيري طقوس الغناء.. إلى آخر السطر والشعر والحب.. دون التلفت نحو الوراء
وافق خالد على لقاء أمه في منزلها وطلب من أحمد أن يحدد معها موعدا في اليوم الثاني فذهب خالد وأحمد وعلي شقيق أحمد (عديل خالد) وأم أحمد التي قامت بتربية خالد وبعد جلوسهم في مجلس المنزل حضر أخوة خالد وأخواته من الأم وأخذت أم خالد تمعن النظر في علي وخالد وهي متشوقة لتعرف من منهم إبنها خالد فسألت أحمد قائلة: من هو خالد فيهم لأنهم نفس السن تقريبا؟
يشكل كتاب "رواد الصحافة العمانية" صورة أقرب إلى أن تكون وثيقة سير إنسانية ومهنية لأسماء بذرت جهدها وعبرت بصحفها الظل إلى الضوء، وصنعت نماذج مشرفة للصحافة العمانية، في الوطن وخارجه، في عصر النهضة المعاصرة أو قبله بما يزيد عن نصف قرن. يهدف هذا الكتاب إلى توثيق سير أهم الشخوص المؤسسين في مسيرة الصحافة العمانية المهاجرة، لاسيما وأنهم حملوا هم الوطن في غربتهم، فظل محورا رئيسيا في صحافتهم، إضافة إلى توثيق الرواد المؤسسين الذين تبوا تجربة الصحافة الوليدة ورفعوا لواءها بعد استلام السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في عمان عام ۱۹۷۰م، حيث نذروا أعمارهم لمهنة المتاعب، ولن يغيب عن التوثيق الأسماء التي غاصت بعمق في بحر الصحافة الممتد، وإن لم تؤسس صحيفة مستقلة، ولكنها شكلت علامة فارقة في الصحف التي عملت بها أو ترأست تحريرها، في المهجر والوطن.
عندما حملت السلاح، صار الصمت والتخفي طريقة حياة، وعندما أصبحتُ موظفاً ثم مسؤولاً حكومياً أصبح الكتمان طريقاً لبلوغ الغايات،وبات إصدار الأوامر والتعليمات شفاهيا فلسفة في الإدارة تعلمتها من معالي الدكتور؛ أبينا الذي في كابينة القيادة، عرّاب الصفقات الكبرى العابرة للمحيطات، وأنا مدين لهذا الأب العظيم بالكثير. لكنني اليوم، وقد عبرت محطات كثيرة في دروب الحياة، أجدني أتخلى عن خوفي من الكلمات المكتوبة، لأنفض الغبار عن ذكريات وأحداث لم أرغب يوماً في استعادتها وإعادتها إلى الحياة.
« ماء ونار». إنّهما مرآة لخفايا الأنا وعذاباتها وخيباتها وماضيها وحاضرها، وإنّ لهما قدسيّتهما التي ترمز إلى تطهير الأرواح قبل الأجساد، وتعيد تركيب الذوات المتشظية. « رواح مشوّشة » حكاية عشق استثنائيّة تجمع بين « سعد » الشاعر الثريّ المرهف الحسّ، المولع بإضرام النار، والذي يجد فيها متعته الروحية، و« سما سلطان » الفنانة التشكيليّة الملقبة بأيقونة الماء، التي تعود جذور أبيها، الذي يعمل بالسلك الدبلوماسيّ، إلى ولاية نخل، والتي استلهمت من وادي الأبيض وألعاب الطفولة وحكايات الماء أيقونتها، ونذرت للماء ريشتها وخيالاتها.
كان الأطفال يعيّرونه بأن والده «جديحة بحر»، وكان هذا دافعه الرئيس للانضمام إلى صفوف الثورة، فهناك تسقط الأنساب ويضمحل التفاخر إلا بالرفاق والمعارك. من مدينة صلالة جنوب عُمان انطلقت رحلته الجديدة بعدما كان مقاتلاً في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير عُمان والخليج إلى جانب ثوار ظُفار. مستهيل، المعروف بـ»العفّار»، يعود إلى موطنه، يسلّم بندقيته للحكومة التي قاتلها أربع سنوات، ليرجع مواطناً بسيطاً يسكن مع والدته وأخيه الصغير في بيتهم الطيني على مشارف الساحل. وفور عودته، كان أول مكان توجّه إليه هو الجامع!.