رواية تاريخية تدور أحداثها في عمان، بأسلوب بديع ولغة رصينة، تحكي بشرى خلفان قصة ريا وراشد، في حكاية تجمع بين الحزن والحب والحرب والسياسة ومفهوم الوطن. تَخبز له كل يوم، ثم تسوي صرَّتها فوق رأسها وتجتاز العتبة، فيصبح قلبها بين خطوتين. تمضي في دروب الحارة التي ألفتها وألفت أهلها، تمرُّ بالبيوت التي عرفتها وعرفت أسرارها، فقرها القديم والغنى الموعود الذي ما زال مترددًا عند عتباتها. تعرف أسماء حارات مسقط، تحفظ دروبها من كثرة ترددها فيها، بيوتها الفقيرة وبيوتها العالية. تعرف في أي بيت كانوا يسمعون عبد الناصر وفي أيها كانت تغني أم كلثوم. تتذكر خطواته في بيت الباغ، ولا تسمع إلا رجع ضحكته الممتلئة بالحياة، وهو يتسلق شجرة الأمبا، ويقذف مزنة بثمارها الغضة، فتصرخ هي ويضحك هو. قال د. جابر عصفور الكاتب والمفكر المصري عن الرواية: "بقى هذه الرواية بوصفها معزوفة عُمانية تنقلنا عبر الأسى الجليل واختلاط الأحلام بالكوابيس ما بين مخايلات الأمل ووقائع اليأس، تاركةً خيطًا رهيفًا لمن يريد أن يتجاوزهما معًا إلى عالم آخر نعبر فيه ماء السيل، تاركين فيه الثنائية الضدية بين الإخوة الأعداء إلى الثنائية المتوازية بين المواطنين المتساوين فى الحقوق والواجبات".
"...لفت انتباهي تشتتك، لم أترك لك مجالا للمراوغة حتى اعترفت، أخبرتني عن حلم الوطن وبقايا سفينة عربية تعود إلى القرن التاسع الميلادي عُثِر عليها قبالة جزيرة بليتانج الأندونيسية.. كانت السفينة قادمة من الصين وفي طريقها إلى ماليزيا والهند وشبه الجزيرة العربية عندما غرقت... ألف ومئتا عام وبقايا السفينة في كنه الغيب حتى قيض الله لها صيادًا يبحث عن قوت يومه، فقامت شركة ألمانية عام 1998 بإذن من الحكومة الأندونيسية باستخراج بقايا السفينة المطمورة تحت الأرض، وانتشال ستين ألف قطعة من الخزف الصيني النادر، والتي سُميت(كنوز التانج)، ولقد تكفلت سلطنة عمان بإعادة بناء السفينة، بينما قامت جمهورية سنغافورة بشراء تلك الكنوز التاريخية والمحافظة عليها".
الرواية الحائزة على جائزة ميديسيس لعام 2019 تستغرق أحداث هذه الرواية يومين فقط، لكنها مثقلة بهموم الأسرة المعاصرة، بما تعكسه من تصدعات وانكسارات، وصراعات بين الأجيال؛ اختلافات في القيم والمواقف والسلوكيات وأنماط العيش... هناك فوارق حياتية وفكرية شاسعة بين الأب 'فرنسوا'، الطبيب الناجح، المؤمن بقسم أبقراط، المتشبع بقيم الأسرة، وبين ابنه 'ماثيو'، الفتى الذهبي، صاحب النجاحات الخارقة في مجال المال والأعمال، لكنه المسكون بنزعة مادية لا حدود لها، وابنته 'ماتيلد'، طالبة الطب التي لا تجد غضاضة في أن تحب رجل عصابات وتتوله به من شدة عشقها له. وهكذا، يقدم الكاتب 'لوك لانغ' رواية سوداء حول الروابط الجديدة داخل الأسرة البورجوازية، إذ لم يعد الحبّ يُقيم سداها، إنما صارت محكومة بما تملكه هذه الأسرة، بل بما يملكه الفرد الواحد منها، من مال وجاه. لكنه يعرض رؤية فلسفية، في الآن ذاته، إلى عالم آخذ في الأفول، وآخر بصدد الانبثاق، مثلما يعرض اختيارًا خاصًا في الكتابة الروائية، ينبني على تصوير الأحداث، وتشذير الأفكار، وعلى الجمل الطويلة، وجمالية الكتابة وإعادة الكتابة، والمحو والإضمار
لقد كان لرواية «الفرقة الناجية» أثرها على الأمة، وظهر فيها العرض والداء اللذان يلخصان أزمة الأمة، ولذلك وجب على الأمة أن تدرس هذه الرواية من جميع جهاتها، وأن تخرج منها بملاحظات موضوعية تستفيد منها. يجب تجاوز التصنيف الحدي للرواية بأنها صحيحة أو موضوعة أو نحو ذلك، فهذا التصنيف الكلاسيكي هو مؤشر واحد من مؤشرات قياس الرواية؛ له وعليه، ويبقى العديد من المناهج العلمية التي يجب سلوكها في التعامل معها.
لقد أفرطت في التشكل حتى نسيت شكلي، وفرطت في المضمون حتى غدوت نفسي مضمونا. وهذه الشحنات على باب الكوخ هي التي تكسبني الشكل. إذ لا يوجد ما يجعلني أضطرب في هذا الملكوت سوى أن أحدا لا يستطيع الوصول إلي. لا يكتمل الشيء في ذاته حتى تكون له إرادة، ولا تكون له إرادة حتى يكون قابلا للوصف. أن يكون متاحا للأشياء الأخرى التي هي الأخرى تتوق إلى الظهور من خلاله. ومع إني لا أحب الأبواب، إلا أن بابا يطرق خير من جدران لا يراها أحد. هكذا فقط تتساقط عن وجودي الأرقام، ويكون لي عنوان على البلازما سيبحث عنه من يريد الوصول إلي. ولهذا تركت آثاري على الأرض؛ العنوان الذي تركته في الفطر "
يعيش بطل رواية المُموِّه لـ محمود الرحبي مع أمه وهو يصارع للبحث عن وظيفة لن يجدها إلا في أجواء الليل، حين يلتقي بعثمان الذي يطلب منه أن يطلق لحيته كي يعمل لديه مموهاً في عمله المريب. تتطور الأحداث وهي تتنقل بين حانات مسقط، والمناطق العمانية المتاخمة، عبر فصول شيقة تختزل الزمن في مسافة واحدة. يداعب محمود الرحبي هنا، الزمن بهدوء يصل إلى حدود شفرات الصمت والترقب، وهو يصور لنا حياة الليل عبر وجوه نهارية، وزوايا الدهاليز المعتمة الممزوجة بالجعة وموسيقى السهر، والأم التي تفيض حناناً حتى على الشياه، وهي تغطي الحدث المتنامي برداء من البراءة والتقوى.
في زمن سيطر عليه الفقر والمرض، ترك دلشاد ابنته الوحيدة لمصيرها، وكان عليها أن تجد طريقها في عالم من الأطماع تحكمه ذاكرة الجوع. رواية تشعرك بوخز الجوع في كلماتها، تتحسس جسدك الذي بدأ يضمر وينهلّ بحثا عن لقمة هنا ولقمة هناك، عن الغياب الذي يأخذ شخوص الرواية نحو الموت أحيانا أو نحو حياة أخرى وتجربة جوع آخر. أكاد أرى وجه دلشاد الضاحك من الألم والفقد والجوع والضياع، أكاد أبحث معه عما يسكت فيه ذلك الفم الجائع. هذه الرواية، الحياة، هذه اللعبة الخطيرة ما إن تبدأ حتى يجرفك سيل مآسيها لتبكي وتضحك وتشم روائح الموت والفقر، ثم تترك التيار يأخذك إلى دروب يرسمها القدر لشخصياتها. حازت الرواية على (جائزة كتارا للرواية العربية) لعام 2022م.
عشت اللحظة نفسها، والمشاعر نفسها مرات عديدة وفي مراحل مختلفة، وفي كل مرحلة كان الأمر يزداد مرارة. المشكلة الكبيرة أنهم لابديل لهم، لكنهم يرحلون سريعا، يرحلون وانت لم تأخذ منهم كفايتك، من الحب، والعلم والمعرفة. يريدون للأجيال القادمة أن تعيش دون معرفة حقيقية، يريدونهم أن يعرفون، مايحددونه لهم فقط، سيموت الكبار، ولن يكون علم في الكتب إلا التوافه أو المقطوع، والمجزوز منها. نظرت إليه مدى باستنكار. أومأ برأسه إليها، وأضاف: نعم فأمهات الكتب ستكون قد رفعت، وجعلت في المتاحف؛ بحجة أنها من النسخ النادرة، ولا يوجد مثلها، كأنهم لا يقدرون على استنساخ ما جاء فيها، هكذا سيتحكمون بالعقول القادمة.
ستانلي هو الاسم الذي اختاره لنفسه بعدما عجزت أمه عن تحديد من هو أبوه. لحظةٌ فارقة ستكون بداية مصادفات كثيرة تحدد مسار حياته. من ليفربول ينتقل على متن سفينة إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث سينسى أصله البريطاني ويقاتل مع جيش الجنوبيين أثناء الحرب الأهلية، قبل أن يغدو مراسلاً صحافيا يتملكه الشغف لاكتشاف أسرار أفريقيا وقد باتت مطمع كلّ الدول الاستعمارية. بينما يبحث الملك البلجيكي ليوبولد الثاني عن مجدٍ لمملكته الصغيرة، يجد في الكونغو ضالته، فيكون ستانلي وقد غدا صحافياً مرموقاً سنداً له في ذلك. ببعض الحيلة والخداع والكثير من الظلم والعنف تصير الكونغو مستعمرةً بلجيكية لتغوص الرواية في تفاصيل الاضطهاد والظلم والآليات التي تنهب فيها ثروات الشعوب تحت مسمى تحرير الإنسان وتصدير الديموقراطية. بدرية البدري شاعرة وروائية من سلطنة عمان. لها عدد من الإصدارات في الرواية والشعر وأدب الطفل. حازت جوائز عدة منها «جائزة الإبداع الثقافي» لعام 2019 عن روايتها ’ظل هيرمافروديتوس‘. كما وصلت روايتها ’سموثي المغامر‘ للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد فرع أدب الأطفال والناشئة 2021.
إن كان فؤاد زكواني معلقاً بزوينة في «تانجا»، فإن الحمار والرمان معا مغروسان في صدره كعريشتين من العنب تتوزع منهما أغصان، وعناقيد، وفيض وتراتيل ، زوينة تتبرعم في قلبه وتنمو شجرة وارفة من الزعفران والأحاديث، ربما ما كان يتمناه زكواني أو ما يود أن يتمناه، بل هو بالفعل ما يتمناه، الصورة الآتية: غيمة صافية خالية من البارود، قدر قديم يشبه ذلك القدر الذي قيض له زوينة بلونها الطيني المعتق بلون الورس ورائحتها الزهرية تتأرجح على سنام الناقة بين وسائد الهودج، وحماريتسامع به العربان، حمار من سلالة وقبيلة وفصيل نادر، وغرة جبلية صافية يحمل أكياسا لا تنضب من الرمان المحتقن بالرزق والماء،.....وسنيناً لا تنتهي من الأقاصيص والعبر والضحكات.
حين صعد جون بول إلى السفينة في بدايات القرن التاسع عشر، ولم يكن قد تجاوز التاسعة من العمر، ليبحر من شواطئ الولايات المتحدة إلى اليمن، أوصى والدته أن تبقي باب غرفته مفتوحاً كيلا يوقظها حين عودته إن عاد ليلاً. لكنّ مصيراً آخر كان بانتظاره على شواطئ الجزيرة العربية، حيث سيعيش بقية حياته في مدينة مرباط، وقد غدا اسمه عبد الله، وراحت صورة أمه تخبو في ذاكرته، بينما هو يعايش حياة بلاد أصبح جزءاً منها وشاهداً على تاريخها. عبد الله، الذي ورث موقع والده بالتبني في التجارة والسياسة والحرب، سيعلم، وقد بلغ الثلاثين من عمره، أنّ باب غرفته في الولايات المتحدة لا يزال مفتوحا فهل يعود إلى أم لا تزال بانتظاره؟ بأسلوب روايات المغامرات الشيق يروي محمد الفارس حكايةً يمتزج فيها التاريخ والحرب والسياسة بحيوات أناسٍ فيها من الغنى ما يكفي لمحو مسافات جغرافية شاسعة.