عد العنوان محطة الانطلاقة الأولى للقارئ نحو آفاق الكتاب ومحتوياته، من أجل هذا الأمر ظهر الاهتمام به ودراسته، لدرجة اعتباره العتبة الأولى من عتبات النص المؤدية إلى فهمه والوصول إلى هدف المؤلف منه. ولقد حاول المؤلف في هذا الكتاب تطبيق النظرية السيميائية في فهم دلالة عنوانات كتب اللغة المطبوعة حتى نهاية القرن الرابع الهجري على محتوياتها. مستعينا في ذلك بتحليل صفات، ومجالات، ووظائف هذه العنوانات، ثم تحليل صياغتها الصرفية، فصياغتها التركيبية.
تبحث هذه الدراسة في سيمياء المكان وشعريتة الأدبية، بصرف النظر عن الشكل الشعري، رغم أنه من غير الممكن الانفكاك والانسلاخ تماما من تجليات الشكل ودلالاته، وأثره على المتلقي في المقاربة ما بين النصين الشعريين العمودي والنثري. واختار الباحث تطبيقا لدراسته تجربتي الشاعرين العمانيين عبدالله بن علي الخليلي وسماء عيسى، وجاء هذا الاختيار لأسباب من أبرزها شهرة هذين الشاعرين في الساحة الأدبية العمانية/ العربية، وقلة الدراسات النقدية حولهما رغم عطائهما الشعري، لا سيما الدراسات المتصلة بدلالات المكان الشعري.ويسعى الباحث إلى تحقيق هدفين أساسيين من دراسته: بيان دلالات المكان وجمالياته المتعددة، والموازنة والمقاربة ما بين القصيدة العمودية وقصيدة النثر في تناول المكان والفضاء السيميائي. ويحاول في سبيل ذلك الإجابة عن أسئلة على غرار: أين تتمظهر الأمكنة في النصين الشعريين العمودي والنثري؟ وما دلالات الفضاء المكاني وعمقها الرمزي والتأويلي فيهما؟ وكيف تبدو شعرية المكان في النص الشعري النثري موازنة بالنص الشعري العمودي؟ وكيف تتحرك الكلمات على الصفحة الشعرية بوصفها أمكنة طباعية وبصرية دالة في النص؟ وما أوجه التشابه والاختلاف ما بين النصين الشعريين أو ما بين الشاعرين الخليلي وسماء عيسى؟
إنّ السيميائية تكشف الدلالات في حياتنا الاجتماعية التي تعيش ضمنها كما تنبّأ بها اللغوي فيرديناند دو دوسوسير صاحب كتاب «محاضرات في الألسنية العامة»، لذا فإنّ العلامات مرتبطة بحياة الإنسان الذي هو في الأصل (علامة)، يصنعها ويبتكرها، ويحملها المعاني والدلالات، فكل ما حولنا من علامات لها أدوار اجتماعية وثقافية بل وأيديولوجية. إنها ليست بريئة كما تبدو في الظاهر.
إن هذه الدراسة تعمد إلى دراسة العلامات الإشارية وتحليلها بوصفها علامات مؤثرة في التواصل اللغوي من خلال تعانقها مع العلامات اللسانية من جهة ومع السياقات المقامية والنظائر والقرائن الإشارية من جهة أخرى، بل واعتماد العملية التواصلية على هذه العلامات الإشارية وحدها في بعض مستوياته أو سياقاته، ليصل إلى الدور الذي تقوم به هذه العلامات الإشارية في إنتاج دلالات ومعان متنوعة ناتجة من منظومة التكوين اللغوية والسياقية للنص.
لأن السيميائية هي دراسة العلامات بأشكالها المتعددة، فإنها تعني في الأساس بالثقافة الإنسانية بما تمثله من أنظمة تشتغل بوصفها علامات ذوات معان ودلالات قابلة للتأويل، وعليه فإنها تعنى بالشفاهية المرتبطة في الأصل بتلك الثقافة على الرغم من كونها عرضة للتغييرات البيولوجية أو الفيزيائية؛ ذلك لأن الشفاهية محدودة قدراتها بقدرة الإنسان النطقية والسمعية، إلا أن "كل لغة بشرية تختص بثقافة تاريخية معينة". وبناء عليه فإن هذا الكتاب سيعنى بدراسة نماذج من نصوص الأدب الشفاهي في عمان، انطلاقاً من قدرة تلك النصوص على البقاء، وهو ما يأخذ شكلا شفاهيا كالحكاية أو الفن أو السلوك المعتقدي القائم على التواصل والفعل المنطلق والمتأسس من التخيل القصصي.
«فالتقيت بالناس، وجلست مع هذا وزرت ذياك، فأخذت صورة حية طرية مما جرى بعيني وشـهود العيان، ولم أقصد بهذا الإحاطة بصنائع«شاهين»، فذاك أمر عظيم، وحسـبي مما رأيته وسمعته إنها لإحدى الكبر (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ). حينها حركت يراعي مبسملاً ومحمدلا لله الحي القيوم مصليا ومسلما لخير من وطيء الأديم بنعله،
شعرت بشيء من هذا وأنا أكتب مواضيع هذا الكتاب، فلم أكن أرغب في كتابة مقالات أدبية وفقا لمقاييسها المعروفة، وإن كنت قريبا منها إلى درجة كبيرة. ولم يكن في ذهني كتابة نصوص مفتوحة كالتي يكتبها الكثيرون. وإنما سعيت لأكون قريبا من ذلك كله، ساعيا لإنتاج نص أدبي في قالب مقالي يتسم بالتنوع والثراء، إلى جانب اللغة الأدبية، مستعينا بما تيسر لدي من حصيلة معرفية من خلال المطالعة، بالإضافة إلى الاستفادة من مختلف المصادر المتاحة، بغية كتابة مواضيع تحقق جزءا كبيرا من المتعة القرائية لدى القارئ، كتلك المتعة التي يجدها في نص شعري أو عمل سردي أو غيره. من هنا يقترح عنوان الكتاب عنصر المسرة لدى القارئ، وإن لم تكن جميع المواضيع ذات طبيعة مبهجة. تضمن الكتاب أحد عشر موضوعا، كلها تبدأ عناونيها بكلمة (عن)، لتصبح هذه العنعنة "مجازا"، بمنزلة العتبة الأولى للدخول إلى فضاءات النص.
غرفتي قبر له باب ونافذة.. تطل على قبور للصغار.. غبطتهم في نومهم تحت الظلال.. كم يحلمون ويلعبون دون مدرسة.. لن يكبروا في الغد.. وغداً سأصبح مثلهسم ميتاً.. ولكني عجوز ذو حكاياتٍ وأخطاء عديدة.. هل يسامحني أبي في حضرة الآثام؟.. يا ملاك النور كلّمني.. فقد أسرفتُ في لغة الظلام
رسالة مختصرة في بابها، نادرة في موضوعها بين التآليف العمانية، وهي الأثر الوحيد المعروف لمؤلفها الشيخ المعيني الصحاري، كتبها جوابا لسائل سأله عن مراتب التصوف، واعتنى بها حفيدُه وسميُّه الشيخ علي بن إبراهيم المعيني، وصدّرها بمقدمة طويلة كالتمهيد لها، ووشّاها بتعليقات مفيدة. تُطبع الرسالة لأول مرة، من نسخة مخطوطة فريدة محفوظة بوزارة التراث والثقافة في عُمان.
إن دعاء الإفتتاح مثل سائر الأدعية الأخرى المأثورة عن أهل البيت (ع)، هو منهل معرفة، و موجب طمأنينة، و مدعاة تكامل للإنسان، و سبب لدفع البلاء، و تنفيس الهموم وتفريج الغموم، ونزول الرحمة الإلهية. و هذا الدعاء يذكرنا بالتوحيد الذي هو أمر عظيم و بالنبوة وبالمعاد، و هو بتكرار الحمد إثنا عشر مرة، و بالثناء على الله عز و جل، ينمي في قلب الداعي روحية الشكر، التي هي نتيجة الإخلاص النظري، و خطى في الإخلاص العملي. إن الحمد ناظر إلى مقام الذات الإلهية، والمدح ناظر إلى مقام الصفات الإلهية، و الشكر ناظر إلى مقام الفعل الإلهي. أرجو أن تجد بين صفحات هذا الكتاب بحرا هادئا تسبح فيه و أنت تلهج بذكر ربك سبحانه ..
وحيدا كالبحر.. صامتا كالقدر.. مقفرا ومكفهرا كذاتي.. لا أحمل في قميصي سوى أزرار ما تبقى من القميص وقلم رصاص في بنطال الزمن يكتبني متى ما أراد ويمسحني متى ما أراد