يسر النادي الثقافي أن يضع هذا الكتاب بين يدي القارئ الكريم، وهو كتاب يضم حصاد الندوة الثقافية التي خصصت العبد الله الطائي، ضمن برنامج "من أعلامنا"، والتي أقيمت خلال الفترة 29 - 30 مايو 2011م. تشكل تجربة الأديب العماني الراحل عبد الله الطائي، إحدى التجارب العمانية المعاصرة الرائدة في مضمار الثقافة والمعرفة والعمل الوطني الدؤوب. وقد بات نتاج عبد الله الطائي منها خصبا ومرجعا رئيسا للقراء والباحثين على السواء، نظرا لغزارة إنتاجه، وتشعبه في مختلف ألوان الإنتاج الأدبي، محققا بذلك السبق والريادة في العديد من المجالات التي طرقها، سواء في الشعر أو السرد أو التاريخ أو الدراسات أو الإعلام، أو غير ذلك من ضروب التأليف والكتابة.
يهرب سالم من أبيه الصارم ومشيخته في «وادي السحتن» إلى «الإمبراطورية الصغيرة» حيث الأرض التي سقطت بين ثلاثة جبال «وادي عدي»، ليجد فيها ملاذه ومستقره، بينما قرع الطبولِ لا يفارقه. إنها طبول الهرب والجوع نسمعها خارجة من أحشائه، إنها طبول الطموح والأمل، مصحوبة بالمجهول والمرتقب، وهي تعلو وتبطئ وتسرع على هدي هذه الرحلة الروائية البديعة التي ينسجها الروائي العماني محمود الرحبي بإيقاع تخييلي وتوثيقي، مازجاً الأغاني الشعبية بالصلوات، والتمائم بدخان السجائر، والرغبات الصاخبة بهدير مكيفات الهواء.
أعتقد أن كل طفل في العالم هو طفل "طبيعيٌ" بطريقته الخاصة، وأن المسمى والتشخيص لم يوضع إلا لمساعدة الآخرين على فهم تطور الطفل وما يمر به، وبالتالي المساعدة في دمجه وتأهيله وتعليمه بما يتناسب مع اختلافه. لم أعد اليوم -كما كنت سابقا- أبحث عن طفلي "الطبيعي" الذي اختفى وراء شبح التوحد حين أكمل الثمانية عشر شهرًا، فالتوحد "ليس شيئا يملكه الشخص أو يصاب به، إنما هو طريقة ونمط حياة". سنكلير (1993م) زهراء حسن
لم تكنْ قِصّة الحبّ التي جمعَت بينَ “علي” و”طفلة” قِصّة عاديّة؛ ذلك أنّها كانت شاهدةً على فترة تاريخيًة مهمّة، هي السنوات التي وُلدت فيها عُمان الحديثة، وعادت بعدَها لتتبوّأ المكانة التي تليق بتاريخها وثراثها الحضاريّ. تجري معظمُ الأحداث في ظفار، وفي عاصمتها صلالة بالتحديد. في تلك المدينةِ الجنوبية التي كانت معزولة عن العالم نشأَت “طفلة” وأحبّها علي. وحولَ قصة الحبّ هذه نسَجَ خالد الشنفري خيوطَ روايته، فأخذَنا معه أخذاً شيّقاً إلى عادات أهلِ صلالة، وإلى ملامح تُراثهم. وقدّم لنا معجماً هائلاً من المفردات المحليّة التي شملَت جوانبَ الحياة الشعبيّة هناك في ستينيّات وسبعينيّات القرن العشرين. وأرّخَ كذلك للأحداث السياسيّة التي شهدتها تلك السنوات، وللصراعات التي انتهت بمولد عُمان الحديثة. “طفلة” عمل فنيّ جميل، ورواية معرفيّة دسمة لا غنى للمثقّف العربيّ عنها.
"طواطم طوكيو" للكاتبة العمانية منى النجّار، أكثر من رواية "فانتاستيكية" ذهنيّة رمزيّة مدهشة، إنّها أحفورة في ذاكرة البدء، مجازفة مضنية، بسكنى خامات النشوء، حيث لا تعيين ولا تسمية صريحة تطابق الواقع. نصّ عجائبيّ يثير الأسئلة، تلو الأسئلة على طريقة "الحواريات الفلسفيّة القديمة" فـ "تقطع الدروب الشائكة" نحو الحقيقة "باحثة "عن أجوبة لا طلاوة لها" في مجتمع آخر، "مجتمع اللّامنتمي"، عالم، متشظّ، متعدّد كثير المراوحات والتداخل بين عوالم الحقيقة والخيال، لم نأنسه في روايات التسجيل و الإخبار، لاسيّما مع ابتكار منى النجّار تقنية "القرين" متمثّلة في شخصيّة آلاهاد "تلك العين التي لا تنام" "اللّامرئيّ .. القابع تحت النوافذ" يتصدّر المشاهد ويقتحم الأحداث والحوارات، بلا استئذان "تفوح من ثيابه رائحة شفّافة تشبه رائحة طريق طويل في غابة التيه". د. سلوى العباسي
كان ليل (تشتوان) طويلا جدا وهادئا، وجراح القلب تنفتح في تلك اللحظات دون أن تستطيع وصف ألمها بالكلمات، لا تسمع في ذلك الليل هما أو صوتا. لقد تعود الناس أن يناموا مبكرا، لذلك حينما تلقى نظرة من الأعلى لن تجد سوى الظلام يبتلع المكان. كان لسكون الليل صوت کالمطارق أو الصراخ المكتوم. كانت تلك الأصوات تهدر من بعيد ثم تخفت..
من وحي الذاكرة (ظفار .. الإلهام الأبدي) سلسلة من الذكريات الجميلة كجمال ظفار في كل الفصول لكنها لا تخلو من المرارة أحيانا فهي تمثـل مسرح لكفاح لا ينتهي، تحدي لكل ما هو مألوف في ذلك الزمن، أشخاصها حقيقيون، وأمكنتها شاخصة إلى اليوم، وأبطالها رجال ونساء عاشوا في زمن الحرمان لكنهم يملكون قدرة عظيمة على الصفح والغفران. هي نافذة على عصر التغير في محافظة ظفار إبان تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه مقاليد الحكم في البلاد، وعلى الخطوات الأولى للتعليم التي بدأت من خيام معسكرات قوات الفرق الوطنية في وقت كانت فيه المعارك محتدمة بين الجيش السلطاني العماني وبين ثوار ظفار.
وشجرة اللبان من الأشجار المعمرة, وتعلو الى حوالي ثلاثة أمتار وتتفرع من بدء نموها ويصعب أن تميز الساق من الفروع, تنبت على الطبيعة بدون أن يكون للانسان دور في تكاثرها الذي يحصل بواسطة البذور, التي تجف من عناقيد مستطيلة, فتسقط على الأرض فتنتشر بفعل الرياح على التربة وتكون قادرة على الإنتاج بعد حوالى عشر سنوات وأنتي اللبان تدعى الغفل أما ذكرها فيسمى التيس.
قصة غير معروفة فعلياً في الغرب. عادت إلى الحياة في هذه القصة السردية الأسرة شخصيتان من بين أكثر الشخصيات تميزا في الشرق الأوسط: السلطان العماني سعيد وابنته المتمردة الأميرة سالمة. وحدث أن السلطان سعيد وذريته، من عاصمتهم في جزيرة زنجبار المتسمة بالحر الشديد والرطوبة. قد تواروا وراء الظلال وتشتتوا مع صعود وهبوط تجارة الرقيق في شرق إفريقيا خلال القرن التاسع عشر. « أمير المعي، وحر، ومتنور بما لم تشهده الجزيرة العربية من قبل». هكذا وصف المستكشف ريتشارد بيرتون (Richard Burton) السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، الذي تولى السلطة في عمان في العام 1806م، حين كان في الخامسة عشرة من عمره. وخلال عهده الذي دام نصف قرن، حكم سعيد بتناقض غريب: مؤمنا بإسلام متسامح وصل إلى السلطة بعد سفك دماء، ورجلا ذا فكر منفتح وفضول ثقافي أرسى علاقات مع الغرب وشيد إمبراطورية تجارية شاسعة على ظهور عشرات ألوف الرقيق. أما ابنته سالمة، المولودة من أم محظية ضمن حريم زنجبار، فقد ألحقت الفضيحة بعائلتها وشعبها بهروبها إلى أوروبا مع رجل أعمال ألماني في العام 1866م. لتعتنق المسيحية، وتكتب أول سيرة ذاتية مطبوعة لامرأة عربية. ورسمت المؤلفة كريستيان بيرد (Christiane Bird) لوحة صادمة عن عداوات عائلية عنيفة، ومكائد دولية. و شخصیات کاریزماوية؛ بدءا من السلطان سعيد والأميرة سالمة، وصولا إلى تاجر الرقيق فاحش الثراء تيبو تيب (Tippu Tip) والمناضل البريطاني المتقد نشاطا في مناهضة الاتجار بالرقيق الدكتور دايفيد ليفينغستون (David Livingstone).
لقد بتُ أشعر أن هناك سجون كثيرة في الحياة كسجن الحُب وسجن الإحتياج وسجن الوطن، سجنتني الحياة عندما أتيت حاملاً آمالاً كثيرة، لقد عملتُ بريال واحد فقط لأستطيع العيش، لم أكن يوماً مثالياً وخالياً من العثرات ولكنني أيضاً لم أكن خبيثاً وسارقاً كنتُ حالماً متفائلاً متقداً لم أود الانطفاء ولا أعرف سوى الانطلاق، لكنني الآن مكبل الأحلام ومسلوب الإرادة لا حول لي ولا قوة تلقيتُ طعنات كثيرة كانت أقساها رحاب.أُدرك تماماً أن هناك كثيرين كغسان وهناك آلاف القصص التي تشبهني لكنها لم اتُكتب! هنا "ظل الماء" قصتي التي كتبتها وأنا بين القضبان الحديدية مُحاط بالكثير من الألم والحزن ..
تطرق هذه الرواية باباً قلَّ طرقه في الرواية العربية، إذ تتناول اضطراب الهوية الجنسية لدى بطلة الرواية [سعاد] التي لم تكن تعلم أن الصرخة التي لم تُطلقها حين واجهت الدنيا لأول مرة، ستكون بمثابة احتجاجٍ صامتٍ على كل ما آلت إليه. خطوط متشعبة من الأحداث التي لا يبدو لها من نهاية وصراع لاهث مع الذات والآخر في حبكة روائية فائقة الصنعة من الحرف الأول للرواية حتى الحرف الأخير.
في هذه قصص القصيرة جدا، للقاصة العمانية عزيزة الطائي، يتداخل البوح السردي بالبوح الشعري، مثلما تتداخل حبات البَرَد بقطرات المطر في يوم نصف مشمس. وهي قصص أقرب إلى اللقطات السينمائية، يحمل جلّها عناوين مكونة من مفردة واحدة (كبرياء، عهد، فخ، محبة، غياب، مأتم... إلخ) تضيء عتماتٍ وزوايا قلّما ننتبه لها في حياتنا اليومية، عبر تكثيف يطلق شرره كالشهب، مكتنزاً بدلالات وتلميحات شتى، وتتحقق فيها الدهشة والومضة الشعرية.