إن هذا الكتاب يشتمل على مجموعة من المحاضرات المرتبطة بالتناول القرآني لجوانب متنوعة من الأبعاد والقضايا والهموم الاجتماعية، وقد كنت وفقت لإلقائها في سنوات خلت في مسجد الرسول الأعظم، بمدينة مطرح في سلطنة عمان ثم اقترح علي بعض الإخوان أن أدونها وأخرجها في کتاب مستقل، فاستجبت لما أشاروا به عليّ، عسى أن يكون في ذلك تعميم للنفع ومزيد من نشر نور القرآن في الآفاق.
يقدم هذا الكتاب دراسات تطبيقية في مجموعة من الروايات العمانية الحديثة التي يشكل بعضها إضافة نوعية، لا إلى الأدب العماني فقط، بل إلى الرواية العربية. وهذا يدل دلالة ناصعة، على أن الرواية في عمان حرقت كثيرا من المراحل، ووصلت إلى شكل مقبول، وقابل للتطور في ظل تراكم فني مأمول; حيث صار بالإمكان أن نقرر أن الحكاية لم تعد، وحدها، الشغل الشاغل للروائي العماني، وأن سؤال كيفية تقديمها صار الهاجس. وقد تجلى ذلك، كما سيلاحظ القارئ من خلال النماذج المطروحة في التعامل مع عناصر السرد كافة.
يشتمل هذا الكتاب على مجموعة من الدراسات المتنوعة التي تعرض للأدب العماني السردي المعاصر، بنحو تطبيقي تحليلي، يهدف إلى مقاربة تجليات من نصوص هذا الأدب، في مجالي القصة القصيرة والرواية الخاصة. ولا تهدف هذه الدراسات إلى التأريخ للسرد العماني، ولا إلى دراسة تياراته وإتجاهاته والأسماء البارزة فيه، فهذا كله ليس مجالها، وإنما مجالها أن تتناول قضايا وموضوعات معيّنة برزت في القصة والرواية العمانيتين، فتدرسها من جوانبها المختلفة.
يشتمل هذا الكتاب على مجموعة من الدراسات المتنوعة التي تعرض للأدب العماني السردي المعاصر بنحو تطبيقي تحليلي، يهدف إلى مقاربة تجليات من نصوص هذا الأدب، في مجالي القصة القصيرة والرواية خاصة.
"إن أعجبتك عباراتي في هذا الكتاب، فستظل تأملات أو نقولات كما أخبرتك سابقا هي لا تشبه أحدًا، فلا تستمع لعقلك وتقارنها بأقوال العظماء وأشعار المتنبي والخنساء. وتذكر أنها قصص القصيرة لك يا صديق سفري ورفيق دربي، كي أخرجك من اكتفاء نفسك من نفسك، وألم مشاهدك في واقعك، ولأسمع منك تعليقك وإن كنت المتحدث بالنيابة عنك. ستوافقني في أمور وستحرّك رأسك موافقا عليها، وقد تخالفني وتنطلق لسانك محتا ومتعرضا عليها، فتذكر أنني يوما ما سأسمعك وسألقاك وأنت قد حفظت عباراتك التي ستحلق بنفسها داخل فضاء كتاب مثل هذا." هشام الغنيمي
وصل العمانيون بمتاجرتهم إلى أقصى شمال الصين، إلى مدينة قانصوا وبلاد الشيلا التي يعتقد أنها بلاد كوريا ووصلوا إلى بلاد الواق واق في أقصى الشرق والتي يعتقد أنها اليابان، إذ قاموا بمعظم النشاط التجاري مع بلاد الشرق في فترات تاريخية طويلة منذ العصور القديمة إلى العصور الحديثة، فكانت رحلات التجار العرب من العمانيين وجنوب الجزيرة العربية وغيرهم إلى الصين عبر طريق الحرير البحري (طريق اللبان) منذ آلاف السنين، وقد ازدادت تلك الرحلات البحرية العمانية نشاطًا في العصور الإسلامية الأولى.
لا شك بأن النشاط المسرحي في المدارس، من الأنشطة المهمة التي تصقل مواهب الطلاب، وتنمي ذوقهم الفني، سواء كان الطالب مشاركا، أو مشاهدا كما أنها تعطي الطلاب الموهوبين فرصة لممارسة هوايتهم في التمثيل، وإبراز قدراتهم الفنية، وإبداعهم في تجسيد الأدوار، وتقمص الشخصيات، ومواجهة الجمهور بجرأة، وطلاقة. ومن خلال تجربتي الطويلة مع النشاط المسرحي في المدرسة، وكتابة العديد من النصوص المسرحية المدرسية، والتي حصلت على مراكز متقدمة، قررت طباعة هذه الأعمال في كتاب، لإطلاع القاريء على نموذج من النصوص المسرحية المدرسية، واكتفيت بطباعة المسرحيات الحاصلة على المركز الأول فقط على مستوى المنطقة، وذلك بعد سؤال زميلات العمل، وبعض مشرفات النشاط المسرحي في بقية مدارس المحافظة، وعدد من أولياء أمور الطالبات عن طبيعة هذه النصوص، وعن رغبتهم في الإطلاع عليها.
بعد هذا التطواف بين معالم إيران الجمهورية الحديثة، وآثار الحضارة الفارسية التليدة؛ لا أملك إلا أن أحث القاريء الذي يملك زادا وراحلة أن يشق الطريق خارج وطنه، سائحا أو طالبا للعلم أو جوالا، حتى يجمع خيوط المعرفة، وتصقله التجربة، ويكتسب مهارات شتى، ليكون جسرا حضاريا بين حضارة موطنه الأصلي وحضارات الدنيا المتباينة؛ فلكل بلد نكهة خاصة، وعاداته وتقاليده الحضارية التي لا تشبه حضارة أخرى؛ وإن كنا جميعا نعود إلى آدم - عليه السلام - إلا أن الله جعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتعاون، مع احتفاظنا بسمات وملامح خاصة لكل ثقافة. وأختتم بقول الرحالة ابن بطوطة اللواتي: «إنه السفر؛ يتركك صامتا، ثم يحولك إلى قصاص»، وهذا ما حدث معي، ففي الكتاب الذي بين أيديكم مجموعة من القصص. كما أستعين بقول المؤلفة الأمريكية إسبانية الأب وألمانية الأم، والمولودة في فرنسا أناييس نن: «نحن نسافر، ويستمر سفر بعضنا للأبد للبحث عن أماكن أخرى وحياة أخرى وأرواح أخرى»، وهأنذا مازلت أبحث وأخطط لرحلة جديدة، وأردد مع المستكشف والمترجم الإنجليزي السيد ريتشارد بيرتون: أسعد لحظة في حياة الإنسان، حسب اعتقادي، عندما يرحل إلى أراض لا يعرفها.
ما تمنيت في الحياة أن أخلص لشيء أكثر من إخلاصي لأمومتي تلك هي الحياة التي تمنيتها يوماً والحلم الذي سعيت إلية..، فيكفي أن أكون أنا التي عليها الأن، الأم التي كنت أراها في عاطفة أمي وتضحياتها، إلى درجة أني ما تمنيت شيئا قدر ما تمنيت أن أكون أمي، وأن أكون تلك المرأة التي أنجبتني وزرعت في قلبي بذور المحبة، لتكبر شجرة أمي وأزرع من ذات بذورها في قلوب أبنائي الذين بهم أحيا سعادتي بحياة يملأها ضجيجهم وصخبهم وصراخهم، فلا حب يشبه محبة قلب الأم ولا عاطفة أصدق من عاطفتها.
في هذه الرواية يتلاصق الجنون المغيّب للعقل مع البحث العلميّ المتقدم المعبر عن سعة العقل وقوة إدراكه، وتتلاقح عبر سطورها، الفلسفة والتأمل والطيران بعيدا عن المنطق والأفكار المقيدة لشطحات العواطف. إنها رواية يمتزج فيها الشرق والغرب والعرب وأوربا من خلال بطلها الغرائبيّ المتكوّن من أب عُمانيّ يحاول الفكاك من وطأة تقاليد الريف وعادات القرية حتّى اهتزت قواه واضطرب تفكيره، وأمّ إيرلنديّة لم تستطع احتمال ذلك الجوّ الصارم ففرت هاربة بطفلها الصغير تاركةً أخاه الأكبر يواجه قدره غير مبالية به.
في نصوص "في مديح الحب" للروائية العمانية جوخة الحارثي، الفائزة بجائزة مان بوكر العالمية للرواية لعام ۲۰۱۹م تجربة مغايرة عما كتب سابقا في ثيمة الحب. نقرأ هنا اهتماما أدبيًا لافتا ومغريا ومتقصيًا في جوانب داخلية متوارية، وأخرى خارجيّة ظاهرة. تدخل هذه التجرية قارئها في متعة تعد بها نصوصها، بما تحمله من معان إنسانية سامية.
يقسم أصول الفقه "العلامات" من حيث درجة دلالتها، وكيفيات هذه الدلالة. لذا، كانت "الدلائل السمعية" (= الخطاب الشرعي) بكل درجاتها وتحولاتها موضوع هذا العلم وخزان علاماته؛ إذ تنظر السيمياء الأصولية في "الدليل السمعي" من حيث إنه "علامة" يستدل بها على "الحكم الشرعي" من جهة، وعلى مفهوم "الكلام النفسي" من جهة أخرى، ليشغل مفهوم "الكلام القديم" في علاقته بـ "الخطاب" مساحة محورية ومزدوجة لا يدلل على مراد المتكلم وإرادته بقدر ما يحيل على "الفعل الإنساني" الحضاري والأخلاقي؛ فالمتلقي في تفاعله مع "الواقع اللساني" المتمثل في الخطاب القرآني يشتغل اشتغالا محوريا اكتسبت به السيمياء الأصولية واقعا تجريبيا من جهة أنه أعاد إلى "الكلام النفسي" شرعيته التي استمدها من نشاط التلفظ في مقابل اللسان، وجعله مدلول الخطاب الشرعي ليمنح المضمون الفقهي القيمة الأخلاقية والقانونية (= المطلوب الخبري).