دراسة مركزة تتناول صفحات من التواصل بين ثلة من زعماء الإصلاح الإباضية في العصر الحديث والسيد محمد رشيد رضا، من خلال مجلته (المنار) في فترة صدورها بين سنتي 1315- 1354هـ/ 1898- 1935م. وهو تواصل يعكس بعدا حضاريا واسعا، يتمثل في تبادل هموم الأمة، وتداول قضاياها، والسعي إلى وحدة أبنائها، وصياغة الرؤى الإصلاحية المستقبلية التي تنتشلها من مستنقع الجهل والتخلف.
. . وأعلم إنني ترکتها بمشيئتي تخونني مع عثمان العالم وانه كان يسرني أن أراهما يمارسان الخيانة في الصالون معتقدين أني نائم أو غیر موجود. بل جاء لبالي أن أصورهما بالكاميرا، لأستخدم الشريط كعامل تقوية وقتما شئت ممارسة الحب مع زوجتي أو غيرها.. لكنني معجب بالطريقة التي تقدر فيها كريمة أن تعيش في أحنك الظروف، لكنني امرأة فوق القدر، امرأة الشيطان كما يحلو لي أن أسميها.. لن أجد في هذا البلد من يماثلها جرأة ووقاحة . . أيضا أعلم أنها لم ولن تنسى ما فعلته بها.. تلك المرأة، نفخ فيها الشيطان، أكذوبة الكبرياء.. كيف يمكن أن تخلق الأفعي؟ في الأحراش وفي الظلام.. وسط العفونة وبين الكواسر .. لعلها سعيدة الآن.. لكنها لن ترضى طويلا بهيئة الملوك.. ستنفض جلدها من جديد وتنسلخ. ليتني أجرؤ أن أراها من جديد. . الشياطين. . تحب اللقاء وتبادل الخطايا. . لا أجرؤ.. بل سأتبعها، واتبع أجوائها المظلمة .. سأتنفسها من بعيد ومن قريب. . وبها سأعيش. .
«امسِكْ بيدي جيداً ثم اغمضْ عينيك، ولا تفتحهما أبداً حتى أخبرك»، ثم رسم خطّاً بقدمهِ على الأرض قائلاً: «عندما تتخطّى هذا الخط نَفّذْ ما أخبرتُك به، هل فهمت؟»، قال راشد: «نعم». قدّم راشد رجْله اليمنى ولم يشعر بنفسه إلّا وقد أصبح في بلاد أخرى.
التفكر هو أن ترى الله في كل شيء. الكون قرآن صامت ومحمد رسول الله قرآن يمشي والمصحف قرآن ناطق. الفرق بين نظر المسلم ونظر المشرك، المسلم ينظر نظر تفكر وغير المسلم ينظر نظر تمتع وهو النظر المادي للأشياء وعدم ذكر الخالق فهم كالأنعام بل هم أضل. من خلال ذكر النعم (الحياة والسمع والبصر) نتوصل إلى اسم الله الملك فهو مالك لكل شيء.
لقد رأيت الساحة ممتلئة عن بكرة أبيها، وهي تعج بالكثرة من الكتّاب منهم من سبقني في الكتابة ومنهم من لهم أعمال أدبية ومع ذلك أرتأيت الخوض في غمار الكتابة كي أصل إلى الهدف الذي رسمته لنفسي، ومع يقيني التام أن ذلك ليس من السهل حيث عليّ اجتياز كثير من العوائق التي سوف اصطدم بها لكن ذلك لن يثنيني عن ذلك كي أصل إلى مراتب القمة.
يقف قارئ هذا الكتاب، فيه، على مجموعة من الدراسات المتنوعة التي تنحو منحىً قرائياً تطبيقياً في الجانبين الشعري والنثري، قديماً وحديثاً: ففي الشعر تكون البدأة من الشعر الجاهلي، ليتناول الكتاب قراءة قصيدة من قصائده من منظور حديث قائم على معطيات المدرسة التفكيكية وآلياتها القرائية التي شغلت الباحثين طويلاً واستأثرت تكثير من جهودهم، وإن كانت في معظمها نظرية، لا تقرب التطبيق إلا لماماً. ثم ينتقل الكتاب إلى الشعر الحديث، في سلطنة عمان تحديداً، ليدرس ديوان الشاعر السيد هلال بن بدر البوسعيدي، في سياق موضوعة محددة فيه، هي موضوعة "الاغترب" بما فيها من أبعاد وآفاق متنوعة، تلتقي فيها الجوانب المضمونية والتشكيلية معاً، منصهرة في بوتقة الرؤيا التي ينطلق الشعر منها ويقوم على أساسها. ولا يمضي الكتاب بعد الشعر إلى النثر مباشرة حتى يقف، في مرحلة برزخية، على دراسة تحاول أن تتبع "الشعرية" الكامنة في لغة قصة قصيرة من قصص الأدبية المعروفة غادة السمان. وبعد البرزخ، يحين وقت النثر الأدبي، قديمه في البدء، فيدرس الكتاب فن المقامة عند الحريري، محاولا البحث عن صلته بالفن القصصي الحديث، حتى إذا نال منه وطره انتقل إلى الفن الروائي الحديث ليقارب منه روايتين معروفتين لأديبين شهيرين، هما "ثرثرة فوق النيل" لنجيب محفوظ، و"شرق المتوسط" لعبد الرحمن منيف.
يجمع هذا الكتاب الأوراق التي قدمت في ندوة علمية نظمتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لقراءة التاريخ الاقتصادي لعمان، من خلال تجارة السلع التي كان لها دور في تنمية الاقتصاد العماني، ومن أبرزها البُن (القهوة) التي راجت تجارتها حتى جعلت لها سفن خاصة لنقلها، سميت "أسطول البن العماني". ومن بين السلع التي راجت عبر تاريخ عمان أيضا: المانجو والليمون والتمور حتى إن الليمون المجفف (اليابس) ما يزال يسمى في منطقة الخليج بالليمون العماني. أما التمور فكانت تفرض عليها ضريبة محددة من بين البضائع المصدرة من عمان، وهذا دليل على رواج تجارة التمور في عمان. وفي ما يخص اللبان، فقد كان يطلق عليه "السلعة المقدسة"؛ نظرا لارتباطه بالمعتقدات والأساطير، وهناك أدلة على أن الملكة الفرعونية "حتشبسوت" جاءت إلى ظفار للحصول على اللبان. وقد أرخ لهذه الرحلة في معبد الدير البحري بمصر. ورغم أن القرنفل لم يزرع في عمان، إلا أن هذه النبتة أصبحت من أهم السلع المصدرة إلى العالم، وحلت تجارتها مكان تجارة القهوة وبخاصة في عهد السيد سعيد بن سلطان الذي استقر في زنجبار، وعظمت تجارته مع بلدان العالم آنذاك.
الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات الحديثة في الشأن الوطني، نشرت في جريدة الوطن، ولخص الكاتب الأسباب التي دفعته إلى توثيق وجمع ونشر هذا المقالات في إصدار خاص قائلا : (راودتني فكرة جمع عدد من المقالات التي نشرتها في جريدة الوطن خلال العامين المنصرمين على ضوء عدد من الاعتبارات من أبرزها : الأهمية العالية التي تحظى بها موضوعاتها على الساحة المحلية – ما أفرزته نتائج انخفاضات أسعار النفط من نتائج وآثار اقتصادية واجتماعية متسارعة – ما تتضمنه هذه المقالات من رؤى وحلول، قدر الكاتب أهمية توثيقها ونشرها في كتيب لتكون متوفرة للجميع – أنها موضوعات متلازمة متماسكة مرتبطة ببعضها البعض تعنى بتقدم الوطن والحفاظ على مكتسباته وازدهاره واستقراره وارادته السياسية – ما يشهده العالم من تطورات متسارعة في مختلف المجالات العلمية تتطلب منا الإسراع للحاق بركب الحضارة واستثمار الافكار والرؤى المطروحة لتحقيق الأهداف الوطنية). ولم يغفل الكاتب عن توجيه الشكر لجريدة الوطن التي (نشرت مقالاته دون تحفظ وممانعة رغم جرأة النقد التي تضمنتها).
وثمة حقيقة نؤكدها هي عدم صحة الدعوى القائلة أن اللواتيين لم يكن لهم مسمى قبلي لهذا سمو حيدرآباديين تارة والخوجة تارة أخرى والتي جاءت ضمن عبارات خاطفة عند بعض المؤرخين والمهتمين بالتراث اللواتي. وهذا النكران جاء بسبب أن تاريخ اللواتيا كتب بأيدي غير الباحثين اللواتيا، لأنهم هم من يستطيع إضفاء الوصف على ما كان يجري عندهم من تيارات اجتماعية وغيرها التي حددت مسار حركة اللواتيا في عمان، وفيما عدا ذلك فإن كافة الشواهد تشير أن اللواتيا لم يفتقروا يوما إلى مدونين للتاريخ بقدرما سمحت لهم ظروفهم. كل ما هنالك هو أن هذا التراث تعرض لأحداث زمنية مثلما تعرض له تراث معظم القبائل العربية والإسلامية من ضياع وشتات فضلا عما كان يصحب هذه الفترة من حروب محلية وفتن داخلية وإحراق للمصادر وتخريب للآثار التراثية.
يأتي هذا الكتاب فيما تتصارع داخل معديه مشاعر يمكن وصفها بأنها مزيج من الفرح والتوجس.. الفرح لأنه على حد علمنا أول كتاب تستقبله المكتبة العربية يحوي حوارات لمثقفين عمانيين معاصرين من أطياف ومشارب وتوجات ثقافية مختلفة.. أما التوجس فيمكن في تساؤلين مشروعين قد يظهران بعد صدور الكتاب: لماذا هؤلاء؟ وهل هم ممثلون للمشهد الثقافي العماني. هذه الحوارات التي يزخر بها هذا الكتاب سبق تقديمها في برنامج إذاعي قدمته إذاعة سلطنة عمان عام 2006م بمناسبة مسقط عاصمة الثقافة العربية. إن عبد العزيز الفارسي وسليمان المعمري استقطبا كل من استطاعا الوصول إليه من المثقفين العمانيين الذين كانوا داخل عمان وقد وجدا تجاوباً جميلاً من كثير منهم، وهو التجاوب الذي أثمر عنه هذا الكتاب..
وقد شاد الماضون من المسلمين في عمان مظاهر تاريخية حق لها أن تدون لتكون رصيدا من أرصدة ثروة الأمم، ومسيرة عطاء للبشرية، وكان حريا للمهتمين بعلم التاريخ أن يعتنوا بتدوين تاريخ قرى وحوزات الأطراف، فما دون كان يتمحور في العواصم والمدن الكبرى وهو مع ذلك قليل، بينها لم يدون من تاريخ الأطراف إلا النزر اليسير، ولذلك كان اهتمامي بتدوين ما عبر من تاريخ الحوزة التي عشت فيها ومن ضمنها بلدة القابل منذ تأسيسها وحتى عتبات عصرنا هذا، وحق لبلدة القابل أن يدون تاريخها لما قامت به من دور سياسي وعلمي في التاريخ الإسلامي العماني المعاصر.
عليـك أن تقـرأ هـذا الكتاب لأنـه يستخدم منهجية وأداة فرديتان من نوعهما ليطلعـك علـى أسـباب بعـض الظواهـر اللغويـة والاقتصاديـة والتربويـة والتعليميـة والأدبيـة والنفسية والعلاقات والمشكلات الاجتماعية من وجهة نظر اجتماعية. هـذا الكتـاب سيساعدك بـكل تأكيـد علـى تنميـة مهارات الملاحظـة والنقـد والفـك والتركيب والتحليل بصورة لا تتخيلها. سيدهشـك كـتـاب "قسـم جراحـة النكتـة" بكميـة ونوعيـة الأفـكـار التـي كـانـت أمامك و لم تنتبه لها في أي وقت سبق.